وفيه مطلبان:
المطلب الأول: إذا قال: هذا وقف على قومي
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: تعريف القوم لغة:
القوم: الجماعة من الرجال والنساء جميعا، وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويقوي ذلك قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن أي: رجال من رجال ولا نساء من نساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء، وكذلك قول زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء
[ ص: 212 ] وقوم كل رجل شيعته وعشيرته، وروي عن أبي العباس النفر والقوم والرهط هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء.قال ابن الأثير: «القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به وسموا بذلك; لأنهم قوامون على النساء بالأمور التي ليس للنساء أن يقمن بها.
قال الجوهري: «القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال : وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع; لأن قوم كل نبي رجال ونساء والقوم يذكر ويؤنث; لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال تعالى: وكذب به قومك فذكر، وقال تعالى: كذبت قوم نوح فأنث، قال: فإن صرت لم تدخل فيها الهاء، وقلت: قويم ورهيط ونفير، وإنما يلحق التأنيث فعله ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم ; لأن التأنيث لازم له، وأما جمع التكسير مثل جمال ومساجد، وإن ذكر وأنث فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أنثت» ، وقال وقوله تعالى: ابن سيده: كذبت قوم نوح المرسلين إنما أنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين: وإن كانوا كذبوا نوحا وحده; لأن من كذب رسولا واحدا من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها.