المسألة الثانية: دخول زوجة الرجل في أهل بيته إذا وقف على أهل بيته:
اختلف العلماء - رحمهم الله - على قولين:
القول الأول: دخول الزوجة في أهل البيت.
وهو الصحيح عند الشافعية، ورواية عند الحنابلة.
القول الثاني: عدم دخول الزوجة في أهل البيت.
وبه قال الحنفية، والمالكية، وقول للشافعية، وهو المذهب عند الحنابلة.
الأدلة:
أدلة القول الأول:
1 - قول الله عز وجل: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وجه الدلالة: أن المراد بأهل البيت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - قوله تعالى: رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد وجه الدلالة: فالمراد بأهل البيت: إبراهيم وزوجته سارة.
[ ص: 256 ] قال «وهذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت» . القرطبي:
(227) 3 - ما رواه البخاري من طريق ومسلم عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص الليثي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: عائشة . «...يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا»
(228) 4 - ما رواه من طريق مسلم حصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، عن به أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: زيد بن أرقم . «أذكركم الله في أهل بيتي»
قال في الإحكام بعد أن ذكر قوله صلى الله عليه وسلم: ابن حزم ، وفسره «أذكركم الله في أهل بيتي» أنهم بنو هاشم. زيد بن أرقم
أدلة القول الثاني:
(229) ما رواه الإمام حدثنا أحمد: حدثنا أبو أحمد الزبيري، سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على أم سلمة علي وحسن وحسين كساء، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» . وفاطمة
فقالت أم سلمة فقلت: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: «إنك إلى خير» . عن
ونوقش: بأنه ضعيف. [ ص: 257 ] والأقرب: هو القول الأول; لقوة دليله، وضعف دليل القول الثاني بمناقشته.