الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        الجامع لأحكام الوقف والهبات والوصايا

        خالد المشيقح - أ.د/ خالد بن علي بن محمد المشيقح

        صفحة جزء
        المبحث الخامس عشر: مصرف الوقف إذا كان في سبيل الله

        إذا قال: هذه الوصية تصرف في سبيل الله: اتفق الفقهاء على أن الغزاة ممن يشملهم مصرف سبيل الله.

        واختلفوا فيما عدا ذلك على أقوال عدة:

        القول الأول: المراد بالمصرف في سبيل الله هو الغزو.

        وهو قول أبي يوسف من الحنفية، ومذهب المالكية، والشافعية، ورواية عند الحنابلة، رجحها ابن قدامة.

        القول الثاني: المراد بمصرف سبيل الله هو الغزو والحج والعمرة.

        وهو قول محمد بن الحسن من الحنفية، ومذهب الحنابلة.

        القول الثالث: المراد بمصرف سبيل الله جميع القرب والطاعات.

        وهو منسوب لبعض الفقهاء، وقال به بعض المعاصرين. [ ص: 265 ] القول الرابع: المراد بذلك المصالح العامة.

        وهو قول بعض المعاصرين.

        القول الخامس: المراد بذلك الجهاد بمعناه العام (جهاد اليد والمال واللسان) فيشمل ذلك القتال في سبيل الله، والدعوة إلى الله، وهو ما صدر به قرار مجمع الفقه الإسلامي، والندوة الأولى لقضايا الزكاة المعاصرة.

        الأدلة:

        أدلة القول الأول:

        1 - قوله تعالى: وفي سبيل الله أن المراد من سبيل الله عند الإطلاق هو الغزو، وأكثر ما جاء في القرآن هو من ذلك.

        ونوقش: بعدم التسليم; فالواجب عند عدم النقل الشرعي الأخذ بالمعنى اللغوي، وهو يدل على العموم.

        (232) 2 - ما رواه أبو داود من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لعامل عليها، أو رجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غاز في سبيل الله، أو مسكين تصدق عليه بها فأهدى منها لغني» .

        [الصواب مرسل، قاله الدارقطني وغيره]. [ ص: 266 ] [ ص: 267 ] وجه الدلالة: أنه ذكر منهم الغازي، وليس في الأصناف الثمانية من يعطى باسم الغزاة إلا الذين نعطيهم من سهم سبيل الله تعالى.

        ونوقش: بأن غاية ما يدل عليه أن المجاهد يعطى من سهم سبيل الله ولو كان غنيا، وسبل الله كثيرة لا تنحصر في الجهاد في سبيل الله.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية