[ ص: 449 ] nindex.php?page=treesubj&link=29008وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فلما أسلما وتله للجبين أي: سلما لأمر الله عز وجل. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وتله للجبين أي: صرعه على جبينه، وجواب (لما) عند
البصريين محذوف، وهو عند
الكوفيين: {وتله} والواو زائدة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=106إن هذا لهو البلاء المبين أي: الاختبار.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: يعني الشر والمكروه، وقيل: هو النعمة الظاهرة; والمعنى: إن هذا الفداء الذي فديناه لهو النعمة الظاهرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=107وفديناه بذبح عظيم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فدي بكبش رعى في الجنة أربعين سنة.
وقيل: فدي بوعل.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : معنى {عظيم}: كبير متقبل.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان ذبح الكبش
بالشام، nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : بمنى.
وجاء في الخبر:
«أن الذبيح قال لإبراهيم عليه السلام حين أراد ذبحه: يا أبت; اشدد رباطي حتى لا أضطرب، واكفف ثيابك; لئلا ينتضح عليها شيء من دمي، فتراه أمي فتحزن، وأسرع مر السكين على حلقي; ليكون الموت أهون علي، واقذفني [ ص: 450 ] للوجه; لئلا تنظر إلى وجهي; فترحمني، ولئلا أنظر إلى الشفرة فأجزع، وإذا أتيت أمي فأقرئها مني السلام، فلما جر إبراهيم السكين، ضرب الله عليه صفيحة من نحاس، فلم تعمل السكين شيئا، ثم ضرب به على جبينه، وحز في قفاه، فلم تعمل شيئا، فذلك قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وتله للجبين وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : معناه: كبه على جبهته، فنودي:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104يا إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105قد صدقت الرؤيا فالتفت فإذا بكبش.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=112وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين : استدل بهذا قوم على أن الذبيح
إسماعيل، وأنه بشره بالفداء،
وبإسحاق مع الفداء، وقال القائلون: إن
nindex.php?page=treesubj&link=31885الذبيح إسحاق: إن المعنى: وبشرناه بكون
إسحاق نبيا من الصالحين بعد خلاصه من الذبح.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=114ولقد مننا على موسى وهارون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=115ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم :
[ ص: 451 ] [يعني: من
فرعون وقومه، ومن الغرق.
{ونصرناهم} يعني: هما وقومهما] وقيل: يعني:
موسى وهارون، وأخبر عنهما بلفظ الجميع.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=117الكتاب المستبين : التوراة، و
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=118الصراط المستقيم : الإيمان.
وتقدم القول في {إلياس} .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أتدعون بعلا أي: ربا، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، و
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وغيرهما.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: هو اسم صنم كانوا يعبدونه.
و (البعل): الرب، لغة مشهورة
لأهل اليمن. ابن إسحاق: قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أتدعون بعلا يعني: امرأة كانوا يعبدونها.
وأصل (البعل): كل ما علا وملك، ومنه: (بعل المرأة) و (بعل الدار): ربها.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=127فكذبوه فإنهم لمحضرون أي: محضرون في العذاب.
وقوله: {سلام على آل ياسين} أي: آل إلياس، وقيل: معناه: آل
محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن قرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إل ياسين فهو جمع يدخل في إلياس، فهو جمع (إلياسي)
[ ص: 452 ] فحذف ياء النسبة، كما حذفت ياء النسبة في الجمع المكسر في نحو: (المهالبة) في جمع (مهلبي) كذلك حذفت في الجمع المسلم، فقيل: (المهلبون) وقد حكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: (الأشعرون، والنميرون) يريد: (الأشعريين والنميريين) وحكى
قطرب: (هؤلاء زيدون) أي: منسوبون إلى (زيد) وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو: (هلك اليزيدون) يريد: (اليزيديين).
وقيل: معناه: أنه سمى كل واحد من آل ياسين إلياس; كما قالوا: (شابت مفارقه) فكأن كل جزء من مفرقه مفرق، وأنشد
أبو الفتح عن
أبي علي: [من الرجز].
مرت بنا أول من أموس تميس فينا مشية العروس
قال: فسمى كل جزء من أمس أمسا، ثم جمع عليه.
[ ص: 453 ] وقيل: إن
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إل ياسين واحد، كما قالوا في
{ميكائيل}: (ميكائين) وفي
{إسماعيل}: (إسماعين) وفي
{جبريل}: (جبرين) ].
فأما من قرأ: {سلام على الياسين}، و {وإن الياس} بحذف الهمزة; فإنه يجوز أن يكون على حذف الهمزة، للتخفيف، حسب ما قدمناه في مثله، ويجوز أن يكون الاسم (ياسا) لحقته لام التعريف، كما قال: [من الرجز]
أمهتي خندف والياس أبي
فتكون لام التعريف فيه زائدة، كزيادتها في {اليسع} على ما تقدم من القول فيه.
ومن قرأ {وإن إدريس لمن المرسلين} ، و {سلام على إدراسين} فالأصل في {إدراسين}: (إدريسين) حرفته العرب; كما فعلت في أكثر الأسماء الأعجمية المنقولة إلى اللغة العربية; ومثله {إبراهيم} و (إبراهام) والقول
[ ص: 454 ] فيه كالقول في
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إل ياسين .
وقد روى
قطرب: {وإن إدراس} و {سلام على إدراسين} فهذا يدل على أنه جمع الصحة، وحكى
قطرب أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: {إدرسين} بغير ألف، وهذا على أن يكون الأصل: (إدراسين) فحذفت الألف؛ لطول الاسم وعجمته.
وتقدم اختصار خبر
يونس عليه السلام.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=141فساهم فكان من المدحضين : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : أي: من المسهومين، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : من المقروعين، و (الدحض): الزلق، فحقيقة المعنى: من الملقين في البحر.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=142فالتقمه الحوت وهو مليم أي: مسيء، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، يقال: [(ألام الرجل، فهو مليم) إذا أتى بما يلام عليه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فلولا أنه كان من المسبحين أي: من المصلين، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ].
[ ص: 455 ] وقيل: أي: من المصلين في بطن الحوت، وقيل: قبل التقام الحوت إياه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144للبث في بطنه إلى يوم يبعثون يعني: يوم القيامة; أي: لصار له بطن الحوت قبرا، وروي: أنه لبث في بطن الحوت أربعين يوما.
[ ص: 449 ] nindex.php?page=treesubj&link=29008وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أَيْ: سَلَّمَا لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أَيْ: صَرَعَهُ عَلَى جَبِينِهِ، وَجَوَابُ (لَمَّا) عِنْدَ
الْبَصْرِيِّينَ مَحْذُوفٌ، وَهُوَ عِنْدَ
الْكُوفِيِّينَ: {وَتَلَّهُ} وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=106إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ أَيِ: الِاخْتِبَارُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: يَعْنِي الشَّرَّ وَالْمَكْرُوهَ، وَقِيلَ: هُوَ النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ; وَالْمَعْنَى: إِنَّ هَذَا الْفِدَاءَ الَّذِي فَدَيْنَاهُ لَهُوَ النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=107وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : فُدِيَ بِكَبْشٍ رَعَى فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: فُدِيَ بِوَعْلٍ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : مَعْنَى {عَظِيمٍ}: كَبِيرٌ مُتَقَبَّلٌ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ ذَبْحُ الْكَبْشِ
بِالشَّامِ، nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : بِمِنًى.
وَجَاءَ فِي الْخَبَرِ:
«أَنَّ الذَّبِيحَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَرَادَ ذَبْحَهُ: يَا أَبَتِ; اشْدُدْ رِبَاطِي حَتَّى لَا أَضْطَرِبَ، وَاكْفُفْ ثِيَابَكَ; لِئَلَّا يَنْتَضِحَ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ دَمِي، فَتَرَاهُ أُمِّي فَتَحْزَنَ، وَأَسْرِعْ مَرَّ السِّكِّينِ عَلَى حَلْقِي; لِيَكُونَ الْمَوْتُ أَهْوَنَ عَلَيَّ، وَاقْذِفْنِي [ ص: 450 ] لِلْوَجْهِ; لِئَلَّا تَنْظُرَ إِلَى وَجْهِي; فَتَرْحَمَنِي، وَلِئَلَّا أَنْظُرَ إِلَى الشَّفْرَةِ فَأَجْزَعَ، وَإِذَا أَتَيْتَ أُمِّي فَأَقْرِئْهَا مِنِّي السَّلَامَ، فَلَمَّا جَرَّ إِبْرَاهِيمُ السِّكِّينَ، ضَرَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ صَفِيحَةً مِنْ نُحَاسٍ، فَلَمْ تَعْمَلِ السِّكِّينُ شَيْئًا، ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ عَلَى جَبِينِهِ، وَحَزَّ فِي قَفَاهُ، فَلَمْ تَعْمَلْ شَيْئًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مَعْنَاهُ: كَبَّهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَنُودِيَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104يَا إِبْرَاهِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا فَالْتَفَتَ فَإِذَا بِكَبْشٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=112وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ : اسْتَدَلَّ بِهَذَا قَوْمٌ عَلَى أَنَّ الذَّبِيحَ
إِسْمَاعِيلُ، وَأَنَّهُ بَشَّرَهُ بِالْفِدَاءِ،
وَبِإِسْحَاقَ مَعَ الْفِدَاءِ، وَقَالَ الْقَائِلُونَ: إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31885الذَّبِيحَ إِسْحَاقُ: إِنَّ الْمَعْنَى: وَبَشَّرْنَاهُ بِكَوْنِ
إِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ بَعْدَ خَلَاصِهِ مِنَ الذَّبْحِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=114وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=115وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ :
[ ص: 451 ] [يَعْنِي: مِنْ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، وَمِنَ الْغَرَقِ.
{وَنَصَرْنَاهُمْ} يَعْنِي: هُمَا وَقَوْمَهُمَا] وَقِيلَ: يَعْنِي:
مُوسَى وَهَارُونَ، وَأَخْبَرَ عَنْهُمَا بِلَفْظِ الْجَمِيعِ.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=117الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ : التَّوْرَاةُ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=118الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ : الْإِيمَانُ.
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي {إِلْيَاسَ} .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أَتَدْعُونَ بَعْلا أَيْ: رَبًّا، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ، وَغَيْرِهِمَا.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: هُوَ اسْمُ صَنَمٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ.
وَ (الْبَعْلُ): الرَّبُّ، لُغَةٌ مَشْهُورَةٌ
لِأَهْلِ الْيَمَنِ. ابْنُ إِسْحَاقَ: قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أَتَدْعُونَ بَعْلا يَعْنِي: امْرَأَةً كَانُوا يَعْبُدُونَهَا.
وَأَصْلُ (الْبَعْلِ): كُلُّ مَا عَلَا وَمَلَكَ، وَمِنْهُ: (بَعْلُ الْمَرْأَةِ) وَ (بَعْلُ الدَّارِ): رَبُّهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=127فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ أَيْ: مُحْضَرُونَ فِي الْعَذَابِ.
وَقَوْلُهُ: {سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ} أَيْ: آلِ إِلْيَاسَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: آلُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمَنْ قَرَأَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إِلْ يَاسِينَ فَهُوَ جَمْعٌ يَدْخُلُ فِي إِلْيَاسُ، فَهُوَ جَمْعُ (إِلْيَاسِيٍّ)
[ ص: 452 ] فَحَذَفَ يَاءَ النِّسْبَةِ، كَمَا حُذِفَتْ يَاءُ النِّسْبَةِ فِي الْجَمْعِ الْمُكَسَّرِ فِي نَحْوِ: (الْمَهَالِبَةِ) فِي جَمْعِ (مُهَلَّبِيٍّ) كَذَلِكَ حُذِفَتْ فِي الْجَمْعِ الْمُسَلَّمِ، فَقِيلَ: (الْمُهَلَّبُونَ) وَقَدْ حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ: (الْأَشْعَرُونَ، وَالنُّمَيْرُونَ) يُرِيدُ: (الْأَشْعَرِيِّينَ وَالنُّمَيْرِيِّينَ) وَحَكَى
قُطْرُبٌ: (هَؤُلَاءِ زَيْدُونَ) أَيْ: مَنْسُوبُونَ إِلَى (زَيْدٍ) وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو: (هَلَكَ الْيَزِيدُونَ) يُرِيدُ: (الْيَزِيدِيِّينَ).
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ سَمَّى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ آلِ يَاسِينَ إِلْيَاسَ; كَمَا قَالُوا: (شَابَتْ مَفَارِقُهُ) فَكَأَنَّ كُلَّ جُزْءٍ مِنْ مَفْرِقِهِ مَفْرِقٌ، وَأَنْشَدَ
أَبُو الْفَتْحِ عَنْ
أَبِي عَلِيٍّ: [مِنَ الرَّجَزِ].
مَرَّتْ بِنَا أَوَّلَ مِنْ أُمُوسِ تَمِيسُ فِينَا مِشْيَةَ الْعَرُوسِ
قَالَ: فَسَمَّى كُلَّ جُزْءٍ مِنْ أَمْسِ أَمْسًا، ثُمَّ جَمَعَ عَلَيْهِ.
[ ص: 453 ] وَقِيلَ: إِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إِلْ يَاسِينَ وَاحِدٌ، كَمَا قَالُوا فِي
{مِيكَائِيلَ}: (مِيكَائِينُ) وَفِي
{إِسْمَاعِيلَ}: (إِسْمَاعِينُ) وَفِي
{جِبْرِيلَ}: (جِبْرِينُ) ].
فَأَمَّا مَنْ قَرَأَ: {سَلَامٌ عَلَى الْيَاسِينَ}، وَ {وَإِنَّ الْيَاسَ} بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ; فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْهَمْزَةِ، لِلتَّخْفِيفِ، حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ فِي مِثْلِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الِاسْمُ (يَاسًا) لَحِقَتْهُ لَامُ التَّعْرِيفِ، كَمَا قَالَ: [مِنَ الرَّجَزِ]
أُمَّهَتِي خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِي
فَتَكُونُ لَامُ التَّعْرِيفِ فِيهِ زَائِدَةً، كَزِيَادَتِهَا فِي {الْيَسَعَ} عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْقَوْلِ فِيهِ.
وَمَنْ قَرَأَ {وَإِنَّ إِدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} ، وَ {سَلَامٌ عَلَى إِدْرَاسِينَ} فَالْأَصْلُ فِي {إِدْرَاسِينَ}: (إِدْرِيسِينُ) حَرَّفَتْهُ الْعَرَبُ; كَمَا فَعَلَتْ فِي أَكْثَرِ الْأَسْمَاءِ الْأَعْجَمِيَّةِ الْمَنْقُولَةِ إِلَى اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ; وَمِثْلُهُ {إِبْرَاهِيمَ} وَ (إِبْرَاهَامَ) وَالْقَوْلُ
[ ص: 454 ] فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إِلْ يَاسِينَ .
وَقَدْ رَوَى
قُطْرُبٌ: {وَإِنَّ إِدْرَاسَ} وَ {سَلَامٌ عَلَى إِدْرَاسِينَ} فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ جَمْعُ الصِّحَّةِ، وَحَكَى
قُطْرُبٌ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ: {إِدْرَسِينَ} بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَهَذَا عَلَى أَنْ يَكُونَ الْأَصْلُ: (إِدْرَاسِينُ) فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ؛ لِطُولِ الِاسْمِ وَعُجْمَتِهِ.
وَتَقَدَّمَ اخْتِصَارُ خَبَرِ
يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=141فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : أَيْ: مِنَ الْمَسْهُومِينَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : مِنَ الْمَقْرُوعِينَ، وَ (الدَّحْضُ): الزَّلْقُ، فَحَقِيقَةُ الْمَعْنَى: مِنَ الْمُلْقَيْنَ فِي الْبَحْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=142فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ أَيْ: مُسِيءٌ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، يُقَالُ: [(أَلَامَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُلِيمٌ) إِذَا أَتَى بِمَا يُلَامُ عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ أَيْ: مِنَ الْمُصَلِّينَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ].
[ ص: 455 ] وَقِيلَ: أَيْ: مِنَ الْمُصَلِّينَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، وَقِيلَ: قَبْلَ الْتِقَامِ الْحُوتِ إِيَّاهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ; أَيْ: لَصَارَ لَهُ بَطْنُ الْحُوتِ قَبْرًا، وَرُوِيَ: أَنَّهُ لَبِثَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.