الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4037 [ ص: 260 ] (باب منه)

                                                                                                                              وذكره النووي في: (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص153 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن عقبة بن عامر) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: إياكم! والدخول على النساء". فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت") ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال الليث بن سعد: الحمو أخو الزوج، وما أشبهه من أقارب الزوج: ابن العم ونحوه. قال النووي: اتفق العلماء على أن "الأحماء": أقارب زوج المرأة، كأبيه، وعمه، وأخيه، وابن أخيه، وابن عمه، ونحوهم.

                                                                                                                              "والأختان": أقارب زوجة الرجل. "والأصهار": يقع على النوعين.

                                                                                                                              [ ص: 261 ] ومعنى قوله، صلى الله عليه وآله وسلم: "الحمو الموت": أن الخوف منه، أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة، أكثر: لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والخلوة، من غير أن ينكر عليه، بخلاف الأجنبي. والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج، غير آبائه، وأبنائه. فأما الآباء والأبناء؛ فمحارم لزوجته. تجوز لهم الخلوة بها. ولا يوصفون بالموت. وإنما المراد: الأخ، وابن الأخ، والعم وابنه، ونحوهم، ممن ليس بمحرم. وعادة الناس: المساهلة فيه. ويخلو بامرأة أخيه. فهذا هو الموت. وهو أولى بالمنع من الأجنبي، لما ذكرناه.

                                                                                                                              قال النووي: فهذا الذي ذكرته؛ هو صواب معنى الحديث. وأما ما ذكره المازري، وحكاه: أن المراد بالحمو: أبو الزوج. وإذا نهى عن أبي الزوج (وهو محرم) ، فكيف بالغريب؟ فهذا كلام فاسد مردود. ولا يجوز حمل الحديث عليه. وكذا ما نقله عياض عن أبي عبيد: أن معنى "الحمو الموت": فليمت ولا يفعل هذا. هو أيضا كلام فاسد. بل الصواب: ما قدمناه. وقال ابن الأعرابي: هي كلمة تقولها العرب. كما يقال: "الأسد الموت". أي: لقاؤه مثل الموت. وقال عياض: معناه: الخلوة بالأحماء؛ مؤدية إلى الفتنة والهلاك، في الدين. فجعله: كهلاك الموت. فورد الكلام مورد التغليظ.

                                                                                                                              [ ص: 262 ] قال: وفي "الحمو" أربع لغات؛ أحدها: "هذا حموك" بضم الميم في الرفع. ورأيت "حماك". ومررت "بحميك".

                                                                                                                              والثانية: "هذا حمؤك" بإسكان الميم، ورفع الهمزة. ورأيت "حمأك". ومررت "بحمئك".

                                                                                                                              والثالثة: "هذا حماك". ورأيت "حماك". ومررت "بحماك". كقفا وقفاك.

                                                                                                                              والرابعة: "حم" كأب. وأصله: "حمو" بفتحتين. "وحماة المرأة": أم زوجها، لا يقال فيها غير هذا.




                                                                                                                              الخدمات العلمية