4215 كتاب الرؤيا
ومثله في النووي. "والرؤيا": مقصورة مهموزة. ويجوز: ترك همزها كنظائرها. وهي كالرؤية، غير أنها: مختصة بما يكون في النوم. ففرق بينهما: بتاء التأنيث. كالقربة، والقربى.
وقال الرؤيا والحلم; عبارة عما يراه النائم في النوم من الأشياء. لكن غلبت "الرؤيا": على ما يراه من الخير، والشيء الحسن. وغلب "الحلم": على ما يراه من الشر، والقبيح. وفي الحديث: ابن الأثير: "الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان".
قال الفلاسفة -على ما حكاه "الرؤيا": انطباع الصورة المنحدرة من أفق المتخيلة، إلى الحس المشترك. والصادقة منها: إنما تكون باتصال النفس بالملكوت؛ لما بينهما من التناسب [ ص: 439 ] عند فراغها من تدبير البدن أدنى فراغ. فتتصور بما فيها: ما يليق بها من المعاني، الحاصلة هناك. ثم إن المتخيلة تحاكيه بصورة تناسبه، فترسلها إلى الحس المشترك، فتصير مشاهدة. ثم إن كانت شديدة المناسبة لذلك المعنى، بحيث لا يكون التفاوت إلا بأدنى شيء: استغنت الرؤيا عن التعبير. وإلا احتاجت إليه. انتهى. البيضاوي-:
وقال من ينتمي إلى الطب: إن جميع الرؤيا، تنسب إلى الأخلاط. فيقول من غلب عليه البلغم: إنه رأى أنه يسبح في الماء ونحو ذلك؛ لمناسبة الماء طبيعة البلغم. ومن غلبت عليه الصفراء: رأى النيران والصعود في الجو. وهكذا إلى آخره. والله أعلم.
باب: في رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وذكره النووي، في: (كتاب الرؤيا).
(حديث الباب)
وهو بصحيح \ مسلم النووي، ص 30، 31 جـ 15، المطبعة المصرية
[(عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك، عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب. فأولت: الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب"]. "رأيت ذات ليلة، فيما يرى النائم: كأنا في دار
[ ص: 440 ]