الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1019 (باب في اسم صلاة العشاء).

                                                                                                                              وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 142- 143 ج 5 المطبعة المصرية.

                                                                                                                              [عن عبد الله بن عمر ، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم "العشاء" فإنها في كتاب الله "العشاء" وإنها تعتم بحلاب الإبل".] [ ص: 180 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 180 ] (الشرح)

                                                                                                                              معناه: أن "الأعراب" يسمونها "العتمة"، لكونهم يعتمون بحلاب الإبل، أي: يؤخرونه إلى شدة الظلام.

                                                                                                                              وإنما اسمها في قول الله تعالى: ( ومن بعد صلاة العشاء ) العشاء. فينبغي لكم أن تسموها "العشاء".

                                                                                                                              وقد جاء في الأحاديث الصحيحة تسميتها "بالعتمة"، كحديث: "لو يعلمون ما في الصبح، والعتمة، لأتوهما ولو حبوا" وغير ذلك.

                                                                                                                              والجواب أنه: استعمل لبيان الجواز.

                                                                                                                              وأن النهي عن "العتمة" للتنزيه، لا للتحريم.

                                                                                                                              ويحتمل أنه خوطب" بالعتمة" من لا يعرف "العشاء"، فخوطب بما يعرفه. واستعمل لفظ "العتمة" لأنه أشهر عند "العرب".

                                                                                                                              وإنما كانوا يطلقون "العشاء" على "المغرب". ففي صحيح البخاري: "لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم: " المغرب".

                                                                                                                              قال: وتقول الأعراب: "العشاء". فلو قال: لو يعلمون ما في الصبح والعشاء، لتوهموا أن المراد "المغرب". والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية