الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        3493 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا حاتم ، عن سماك ، عن أبي صالح ، قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، فكان أول بيت دخله بيت أم هانئ ، فدعا بماء ، فشرب ، وكانت أم هانئ عن يمينه ، فدفع فضله إلى أم هانئ ، فشربته أم هانئ ، ثم قالت : يا رسول الله ، والله لقد [ ص: 444 ] فعلت فعلة ، والله ما أدري أصبت أم لا ، إني شربت فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وكنت صائمة فقال : أقضاء من رمضان أو تطوع ؟ قالت : يا رسول الله ، بل تطوع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المتطوع بالخيار ، إن شاء ، صام ، وإن شاء ، أفطر .

                                                                                                                        قال أبو عبد الرحمن : هذا الحديث مضطرب ، والأول مثله ، أما حديث عروة : فزميل ليس بالمشهور ، وأما حديث الزهري الذي أسنده جعفر بن برقان وسفيان بن حسين فليسا بالقويين في الزهري خاصة ، وقد خالفهما مالك وعبيد الله بن عمر وسفيان بن عيينة ، وهؤلاء أثبت وأحفظ من سفيان بن حسين ومن جعفر بن برقان . وأما حديث أم هانئ ، فقد اختلف على سماك بن حرب فيه ، وسماك بن حرب ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث ; لأنه كان يقبل التلقين . وأما حديث جعدة ، فإنه لم يسمعه من أم هانئ ، ذكره عن أبي صالح ، عن أم هانئ ، وأبو صالح هذا اسمه : باذان ، وقيل : باذام ، وهو مولى أم هانئ ، وهو الذي يروي عنه الكلبي ، قال ابن عيينة ، عن محمد بن قيس ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : كنا نسمي أبا صالح : " دروزن " ، وهو بالفارسية كذاب ، وأبو صالح والد سهيل بن أبي صالح ، اسمه : ذكوان ، ثقة ، مأمون . وأما حديث يحيى بن أيوب الذي ذكرناه ، فإنه ليس ممن يعتمد عليه ، وعنده غير حديث منكر .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية