خالفه حجاج فقال : عن ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة محمد بن قيس [ ص: 193 ] 9059 - أخبرنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي ، قال : حدثنا ، عن حجاج قال : أخبرني ابن جريج عبد الله بن أبي مليكة أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول : سمعت تحدث قالت : عائشة ، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ، ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ، ثم فتح الباب رويدا وخرج وأجافه رويدا ، وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ، وانطلقت في أثره ، حتى جاء ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلنا : بلى ، قالت : لما كانت ليلتي التي هو عندي - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - انقلب فوضع نعليه عند رجليه ، ووضع رداءه وبسط طرف إزاره على فراشه البقيع فرفع يديه ثلاث مرات وأطال القيام ، ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت وهرول فهرولت فأحضر فأحضرت ، وسبقته فدخلت ، فليس إلا أن اضطجعت فدخل ، فقال : ما لك يا حشيا رابية ؟ قالت : لا ، قال : لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، فأخبرته الخبر ، قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قالت : نعم ، فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ، ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قالت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله ، قال : نعم ، فإن عائشة جبريل أتاني حين رأيت ، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ، فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيت منك ، وظننت أن قد رقدت وخشيت أن تستوحشي ، فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم . [ ص: 194 ] قال : أبو عبد الرحمن في حجاج بن محمد أثبت عندنا من ابن جريج ، رواه ابن وهب عاصم ، عن ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، على غير هذا اللفظ . قالت: فقدته من الليل، فتبعته فإذا هو بالبقيع ، قال: سلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم لنا فرط، وإنا لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، قالت: ثم التفت إلي، فقال: ويحها، لو تستطيع ما فعلت عائشة