nindex.php?page=treesubj&link=28655معنى الحنيف
قال في «فتح البيان»: الحنيف المطلق: هو الذي يكون متبرئا عن أصول الملل الخمسة؛ اليهود، والنصارى، والصابئين، والمجوس، والمشركين، وعن فروعها من جميع النحل إلى الاعتقادات الحقة، وعن توابعها؛ من الخطأ والنسيان إلى العمل الصالح، وهو مقام التقي، وعن المكروهات إلى المستحبات، وهو المقام الأول من الورع، وعن الفضول؛ شفقة على خلق الله، وهو ما لا يعني إلى ما يعني. وهو المقام الثاني من الورع عما يجر إلى الفضول، وهو مقام الزهد. فالآية جامعة لمقامي الإخلاص الناظر أحدهما إلى الحق، والثاني إلى الخلق. انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة [البينة: 5] أي: دين الملة المستقيمة، والشريعة المتبوعة.
[ ص: 80 ] وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم [الحج: 71] من دليل يدل على جواز ذلك؛ أي: الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وما للظالمين بالإشراك
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71من نصير ينصرهم ويدفع عنهم عذاب الله.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60أإله مع الله أي: هل معبود معه سبحانه حتى يقرن به ويجعل شريكا له في العبادة؟
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60بل هم قوم يعدلون [النمل: 60] يسوون بالله غيره، ويعدلون عن الحق، وهو التوحيد، إلى الباطل، وهو الشرك. ولفظ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60بل هم بعد الخطاب أبلغ في تخطئة رأيهم.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون [القصص:62]. فيه إيذان بأنه
nindex.php?page=treesubj&link=29697_28675لا شيء أجلب لغضب الله من الإشراك به، كما
nindex.php?page=treesubj&link=28656لا شيء أدخل في مرضاته من توحيده.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إنما تعبدون من دون الله أوثانا [العنكبوت: 17] لا تنفع ولا تضر، ولا تسمع ولا تبصر
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وتخلقون إفكا أي كذبا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا أي: شيئا منه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17فابتغوا عند الله الرزق واطلبوه من فضله
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17واعبدوه أي: وحدوه، ولا تعبدوا غيره سبحانه. والآية الشريفة جامعة لبيان
nindex.php?page=treesubj&link=28678_28676الشرك في العبادة، وفي التصرف.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=702206«لا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان».
قال بعض أهل العلم: يعني: أن
nindex.php?page=treesubj&link=29436الشرك على نوعين:
أحدهما: أن ينحت صورة فيعبدها، وهذا يقال له في اللسان العربي: الصنم.
والثاني: أن يعبد مكانا، أو شجرا، أو حجرا، أو خشبة، أو قرطاسا ينسب إلى اسم أحد من الكبراء والعظماء، وهذا يقال له في لغة العرب: الوثن.
[ ص: 81 ] ويدخل فيه القبر، واللحد، ومكان الأربعين، والقضبان، والتعزية، والأعلام، وما يقال له بالهندية: شده، ومهدي الإمام قاسم، والشيخ الجيلي، ومنصة الإمام، ومجلس الأستاذ، والشيخ. فإن أهل الشرك يعظمون هذه الأشياء، وينذرون هناك نذورا، ويطلبون المرادات بالسفر إليها. وكذلك الطاق المنسوب إلى اسم الشهيد، أو السيد، والراية، والمدفع الذي ينذرون عليه التيس، ويحلفون به. ومثلها الأمكنة التي عرفت باسم الأمراض والأسقام؛ كمكان الجدري، ومكان آلهة الهنود التي يقال لها بالهندية: مساني، أو بهواني، أو كالي، أو براهي. فهذه كلها يصدق عليها مسمى الوثن. وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المسلمين الذين يشركون عند قرب الساعة شركهم يكون من هذا القبيل. فإنهم يعتقدون هذه الأشياء، ويؤمنون بها، ويعظمونها. بخلاف المشركين الآخرين؛ كمشركي العرب، والهنود، فإن أكثرهم عابدو الصنم، يعني: يعظمون الصور. وكل طائفة من هاتين الطائفتين مشركة بالله العلي العظيم، عدو لرسوله الكريم.
nindex.php?page=hadith&LINKID=664515«وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي الله، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي». فيه معجزة ظاهرة، وآية بينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد وقع ما أخبر به بعده -صلى الله عليه وسلم- ووجد الكذابون الثلاثون، أو أقل، وسيوجد سائرهم.
[ ص: 82 ] وقد ذكر أسماءهم صاحب «الإذاعة» فيها، و «البرزنجي» في «الإشاعة». والزعم يشمل من صرح بنبوته، ومن لم يصرح، وأضمرها في نفسه. فيدخل في الحديث كل داعية إلى الضلالة والهوى، والناهية عن شرع النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومنهم من طالت فتنته في هذا الزمان الحاضر في بلاد
الهند، وأضل ناسا كثيرين، وأخرجهم من النور إلى الظلمات، وجمع مالا عدا، وسافر إلى قرى كثيرة، وصاحب أمراء الدولة الضالة، واستعان بهم في إشاعة طريقه المبني على المذهب الدهري، مع إنكار المعاد الجسماني، وإبطال وجود الملائكة والجن بزعمه الباطل، وانتصر له جمع من الأوغاد فـ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1ويل لكل همزة لمزة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كلا لينبذن في الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7التي تطلع على الأفئدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إنها عليهم مؤصدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة [الهمزة: 1 9].
nindex.php?page=treesubj&link=28655مَعْنَى الْحَنِيفِ
قَالَ فِي «فَتْحِ الْبَيَانِ»: الْحَنِيفُ الْمُطْلَقُ: هُوَ الَّذِي يَكُونُ مُتَبَرِّئًا عَنْ أُصُولِ الْمِلَلِ الْخَمْسَةِ؛ الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى، وَالصَّابِئِينَ، وَالْمَجُوسِ، وَالْمُشْرِكِينَ، وَعَنْ فُرُوعِهَا مِنْ جَمِيعِ النِّحَلِ إِلَى الِاعْتِقَادَاتِ الْحَقَّةِ، وَعَنْ تَوَابِعِهَا؛ مِنَ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ إِلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَهُوَ مَقَامُ التَّقِيِّ، وَعَنِ الْمَكْرُوهَاتِ إِلَى الْمُسْتَحَبَّاتِ، وَهُوَ الْمَقَامُ الْأَوَّلُ مِنَ الْوَرَعِ، وَعَنِ الْفُضُولِ؛ شَفَقَةً عَلَى خَلْقِ اللَّهِ، وَهُوَ مَا لَا يَعْنِي إِلَى مَا يَعْنِي. وَهُوَ الْمَقَامُ الثَّانِي مِنَ الْوَرَعِ عَمَّا يَجُرُّ إِلَى الْفُضُولِ، وَهُوَ مَقَامُ الزُّهْدِ. فَالْآيَةُ جَامِعَةٌ لِمَقَامَيِ الْإِخْلَاصِ النَّاظِرِ أَحَدُهُمَا إِلَى الْحَقِّ، وَالثَّانِي إِلَى الْخَلْقِ. انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [الْبَيِّنَةُ: 5] أَيْ: دِينُ الْمِلَّةِ الْمُسْتَقِيمَةِ، وَالشَّرِيعَةِ الْمَتْبُوعَةِ.
[ ص: 80 ] وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ [الْحَجُّ: 71] مِنْ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ؛ أَيِ: الشِّرْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وَمَا لِلظَّالِمِينَ بِالْإِشْرَاكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71مِنْ نَصِيرٍ يَنْصُرُهُمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ عَذَابَ اللَّهِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ أَيْ: هَلْ مَعْبُودٌ مَعَهُ سُبْحَانَهُ حَتَّى يُقْرَنَ بِهِ وَيُجْعَلَ شَرِيكًا لَهُ فِي الْعِبَادَةِ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ [النَّمْلُ: 60] يُسَوُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَهُ، وَيَعْدِلُونَ عَنِ الْحَقِّ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ، إِلَى الْبَاطِلِ، وَهُوَ الشِّرْكُ. وَلَفْظُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60بَلْ هُمْ بَعْدَ الْخِطَابِ أَبْلَغُ فِي تَخْطِئَةِ رَأْيِهِمْ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ [الْقَصَصُ:62]. فِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29697_28675لَا شَيْءَ أَجْلَبُ لِغَضَبِ اللَّهِ مِنَ الْإِشْرَاكِ بِهِ، كَمَا
nindex.php?page=treesubj&link=28656لَا شَيْءَ أَدْخَلُ فِي مَرْضَاتِهِ مِنْ تَوْحِيدِهِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا [الْعَنْكَبُوتُ: 17] لَا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ، وَلَا تَسْمَعُ وَلَا تُبْصِرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا أَيْ كَذِبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا أَيْ: شَيْئًا مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاطْلُبُوهُ مِنْ فَضْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وَاعْبُدُوهُ أَيْ: وَحِّدُوهُ، وَلَا تَعْبُدُوا غَيْرَهُ سُبْحَانَهُ. وَالْآيَةُ الشَّرِيفَةُ جَامِعَةٌ لِبَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=28678_28676الشِّرْكِ فِي الْعِبَادَةِ، وَفِي التَّصَرُّفِ.
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=99ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=702206«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ».
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: يَعْنِي: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29436الشِّرْكَ عَلَى نَوْعَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَنْحِتَ صُورَةً فَيَعْبُدُهَا، وَهَذَا يُقَالُ لَهُ فِي اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ: الصَّنَمُ.
وَالثَّانِي: أَنْ يَعْبُدَ مَكَانًا، أَوْ شَجَرًا، أَوْ حَجَرًا، أَوْ خَشَبَةً، أَوْ قِرْطَاسًا يُنْسَبُ إِلَى اسْمِ أَحَدٍ مِنَ الْكُبَرَاءِ وَالْعُظَمَاءِ، وَهَذَا يُقَالُ لَهُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: الْوَثَنُ.
[ ص: 81 ] وَيَدْخُلُ فِيهِ الْقَبْرُ، وَاللَّحْدُ، وَمَكَانُ الْأَرْبَعِينَ، وَالْقُضْبَانُ، وَالتَّعْزِيَةُ، وَالْأَعْلَامُ، وَمَا يُقَالُ لَهُ بِالْهِنْدِيَّةِ: شُدَّهْ، وَمَهْدِيُّ الْإِمَامِ قَاسِمٍ، وَالشَّيْخُ الْجِيلِيُّ، وَمِنَصَّةُ الْإِمَامِ، وَمَجْلِسُ الْأُسْتَاذِ، وَالشَّيْخُ. فَإِنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ يُعَظِّمُونَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ، وَيَنْذُرُونَ هُنَاكَ نُذُورًا، وَيَطْلُبُونَ الْمُرَادَاتِ بِالسَّفَرِ إِلَيْهَا. وَكَذَلِكَ الطَّاقُ الْمَنْسُوبُ إِلَى اسْمِ الشَّهِيدِ، أَوِ السَّيِّدِ، وَالرَّايَةُ، وَالْمِدْفَعُ الَّذِي يَنْذُرُونَ عَلَيْهِ التَّيْسَ، وَيَحْلِفُونَ بِهِ. وَمِثْلُهَا الْأَمْكِنَةُ الَّتِي عُرِفَتْ بِاسْمِ الْأَمْرَاضِ وَالْأَسْقَامِ؛ كَمَكَانِ الْجُدَرِيِّ، وَمَكَانِ آلِهَةِ الْهُنُودِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا بِالْهِنْدِيَّةِ: مَسَانِي، أَوْ بَهَوَانِي، أَوْ كَالِي، أَوْ بَرَاهِي. فَهَذِهِ كُلُّهَا يَصْدُقُ عَلَيْهَا مُسَمَّى الْوَثَنِ. وَقَدْ أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُشْرِكُونَ عِنْدَ قُرْبِ السَّاعَةِ شِرْكُهُمْ يَكُونُ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ. فَإِنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ، وَيُؤْمِنُونَ بِهَا، وَيُعَظِّمُونَهَا. بِخِلَافِ الْمُشْرِكِينَ الْآخَرِينَ؛ كَمُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَالْهُنُودِ، فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ عَابِدُو الصَّنَمِ، يَعْنِي: يُعَظِّمُونَ الصُّوَرَ. وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ مُشْرِكَةٌ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، عَدُوٌّ لِرَسُولِهِ الْكَرِيمِ.
nindex.php?page=hadith&LINKID=664515«وَأَنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي». فِيهِ مُعْجِزَةٌ ظَاهِرَةٌ، وَآيَةٌ بَيِّنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَدْ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ بَعْدَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوُجِدَ الْكَذَّابُونَ الثَّلَاثُونَ، أَوْ أَقَلُّ، وَسَيُوجَدُ سَائِرُهُمْ.
[ ص: 82 ] وَقَدْ ذَكَرَ أَسْمَاءَهُمْ صَاحِبُ «الْإِذَاعَةِ» فِيهَا، وَ «الْبَرْزَنْجِيُّ» فِي «الْإِشَاعَةِ». وَالزَّعْمُ يَشْمَلُ مَنْ صَرَّحَ بِنُبُوَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصَرِّحْ، وَأَضْمَرَهَا فِي نَفْسِهِ. فَيَدْخُلُ فِي الْحَدِيثِ كُلُّ دَاعِيَةٍ إِلَى الضَّلَالَةِ وَالْهَوَى، وَالنَّاهِيَةِ عَنْ شَرْعِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهُمْ مَنْ طَالَتْ فِتْنَتُهُ فِي هَذَا الزَّمَانِ الْحَاضِرِ فِي بِلَادِ
الْهِنْدِ، وَأَضَلَّ نَاسًا كَثِيرِينَ، وَأَخْرَجَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ، وَجَمَعَ مَالًا عَدًّا، وَسَافَرَ إِلَى قُرًى كَثِيرَةٍ، وَصَاحَبَ أُمَرَاءَ الدَّوْلَةِ الضَّالَّةَ، وَاسْتَعَانَ بِهِمْ فِي إِشَاعَةِ طَرِيقِهِ الْمَبْنِيِّ عَلَى الْمَذْهَبِ الدَّهْرِيِّ، مَعَ إِنْكَارِ الْمَعَادِ الْجُسْمَانِيِّ، وَإِبْطَالِ وُجُودِ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ بِزَعْمِهِ الْبَاطِلِ، وَانْتَصَرَ لَهُ جَمْعٌ مِنَ الْأَوْغَادِ فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ [الْهُمْزَةُ: 1 9].