المتوكل
لقبر الحسين وبقية المشاهد في هدم الخليفة العباسي كربلاء
ومن هذا القبيل حال المشاهد الواقعة المعمورة في أرض «كربلاء»؛ فإن هدم قبورها، وأمر الناس بالزراعة فيها، فزرعوا إلى آخر عهده الطويل العريض، ولم يبق لقبر من القبور أثر في العين، ولا أمارة لقبر الإمام المتوكل العباسي -رضي الله عنه- ثم أحدثوا هناك بعده تلك القبور، وبنوا عليها [ ص: 537 ] العمائر، وأرخوا عليها الستور، وقالوا: هذا قبر الحسين -عليه السلام- وهذا قبر فلان، والله أعلم هل في ذلك الموضع الخاص المشار إليه قبر ذلك الإمام، وأولئك المأمومين من أهل بيته ومن غيرهم، أم تبدل الأرض؟ الحسين
والجهلة من الروافض عاكفون عليه، سادنون له، مجاورون فيه، ليس في الدين من بدعة إلا وقد تأتي من القوة في الفعل هناك، ولا منكر من المنكرات إلا يرتكبونه إذ ذاك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أين ذهبت عقول هؤلاء الطغام وأحلامهم، وفيم أوقعهم إبليس الرجيم حتى غاب عنهم إسلامهم، و[صار] الإسلام كفرا، والسنة نهى، والنهى سفها، والعلم جهلا، والجهل علما، والدنيا حلوة خضرة، والآخرة مرة بشعة، والعاجل نعمة، والآجل نقمة، والفاني راحة، والباقي جراحة؟! والله هذا عكس القضية.
فليبك على الإسلام من كان باكيا، وليلزم المؤمن المتبع الشحيح بدينه البخيل لإسلامه، خاصة نفسه في مثل هذا الزمن، الكثير الفتن، الشديد المحن، القريب من الساعة الكبرى، البعيد عن الهداية العظمى.
قال في «تطهير الاعتقاد»: فإن قلت: قد يتفق للأحياء أو للأموات اتصال جماعة بهم، يفعلون خوارق من الأفعال يتسمون بالمجاذيب، فما حكم ما يأتون به من تلك الأمور؟