الرد على مغالطة المقلدين في احتجاجهم على تقليدهم
بقوله تعالى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
وإن استروح المقلد إلى الاستدلال بقوله تعالى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فهو يقتصر على
nindex.php?page=treesubj&link=32223_32213سؤال أهل العلم عن الحكم الثابت في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى يبينوه له، كما أخذ الله عليهم من بيان أحكامه لعباده .
فإن معنى هذا السؤال الذي شرع الله: هو السؤال عن الحجة الشرعية وطلبها من العالم، فيكون راويا، وهذا السائل مسترويا.
والمقلد يقر على نفسه بأنه يقبل قول العالم ولا يطالب بالحجة .
فالآية هي دليل الاتباع، لا دليل التقليد، وقد أوضحنا الفرق بينهما فيما سلف.
هذا على فرض أن المراد بها: السؤال العام، وقد قدمنا أن السياق يفيد أن المراد بها: السؤال الخاص; لأن الله يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقد قدمنا طرفا من تفسير أهل العلم لهذه الآية .
وبهذا يظهر لك أن هذه الحجة التي احتج بها المقلد هي حجة داحضة على فرض أن المراد: المعنى الخاص، وهي عليه لا له على أن المراد: المعنى العام .
الرَّدُّ عَلَى مُغَالَطَةِ الْمُقَلِّدِينَ فِي احْتِجَاجِهِمْ عَلَى تَقْلِيدِهِمْ
بِقَوْلِهِ تَعَالَى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ .
وَإِنِ اسْتَرْوَحَ الْمُقَلِّدُ إِلَى الِاسْتِدْلَالِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فَهُوَ يَقْتَصِرُ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32223_32213سُؤَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنِ الْحُكْمِ الثَّابِتِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى يُبَيِّنُوهُ لَهُ، كَمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيَانِ أَحْكَامِهِ لِعِبَادِهِ .
فَإِنَّ مَعْنَى هَذَا السُّؤَالِ الَّذِي شَرَعَ اللَّهُ: هُوَ السُّؤَالُ عَنِ الْحُجَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَطَلَبُهَا مِنَ الْعَالِمِ، فَيَكُونُ رَاوِيًا، وَهَذَا السَّائِلُ مُسْتَرْوِيًا.
وَالْمُقَلِّدُ يُقِرُّ عَلَى نَفْسِهِ بِأَنَّهُ يَقْبَلُ قَوْلَ الْعَالِمِ وَلَا يُطَالِبُ بِالْحُجَّةِ .
فَالْآيَةُ هِيَ دَلِيلُ الِاتِّبَاعِ، لَا دَلِيلُ التَّقْلِيدِ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا فِيمَا سَلَفَ.
هَذَا عَلَى فَرْضِ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا: السُّؤَالُ الْعَامُّ، وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ السِّيَاقَ يُفِيدُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا: السُّؤَالُ الْخَاصُّ; لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وَقَدْ قَدَّمْنَا طَرَفًا مِنْ تَفْسِيرِ أَهْلِ الْعِلْمِ لِهَذِهِ الْآيَةِ .
وَبِهَذَا يَظْهَرُ لَكَ أَنَّ هَذِهِ الْحُجَّةَ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا الْمُقَلِّدُ هِيَ حُجَّةٌ دَاحِضَةٌ عَلَى فَرْضِ أَنَّ الْمُرَادَ: الْمَعْنَى الْخَاصُّ، وَهِيَ عَلَيْهِ لَا لَهُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ: الْمَعْنَى الْعَامُّ .