الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [هل يسقط الإيلاء إذا كفر المولي ولم يصب أم لا؟]

                                                                                                                                                                                        اختلف هل يسقط الإيلاء إذا كفر المولي ولم يصب، فقال مالك مرة: يسقط الإيلاء عنه إذا كفر. وسواء كانت اليمين بالله أو بعتق غير معين أو بصدقة شيء مضمون، وإن لم يصب. وقيل: إن كانت اليمين بالله لا يجزئه إلا الإصابة، لإمكان أن تكون كفارته عن يمين غير هذه، وإن آلى بعتق أو طلاق فأعتق أو طلق أجزأه.

                                                                                                                                                                                        وقال مالك في مختصر ابن عبد الحكم: لا فيئة لمول إلا بإصابة. ولم يراع بأي شيء كانت اليمين.

                                                                                                                                                                                        وقال عبد الملك بن الماجشون: لا يسقط الإيلاء إلا بالوطء كانت اليمين بمعين أو مضمون، قال: وهو تأويل قوله سبحانه: فإن فاءوا يعني: الإصابة، وهذا هو الحق والصواب؛ لأن اليمين إنما كانت على ترك حقها أو حق هو لها، وهو الوطء، فجعل الله سبحانه للزوجة في ذلك مقالا وقياما، وجعل له أن يتربص له مدة سماها ليفيء فيها، والفيئة: الرجوع إلى ما كان عليه من الحق، وهو الوطء، ومعلوم أن الكفارة ليست بفيئة، وإنما هي إسقاط يمين، وحق الزوجة في الإصابة ليس في الكفارة. [ ص: 2410 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية