الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن قذف امرأتيه]

                                                                                                                                                                                        وقال محمد فيمن قذف امرأتيه، فقامت عليه إحداهما، فقال: كذبت عليك، فجلد الحد، ثم قامت الأخرى: فلا حد عليه؛ لأن ذلك الضرب لكل من قذف قبل ذلك، فإن قال لها بعد أن ضرب: قد صدقت عليك أو على صاحبتك، كان عليه الحد، إلا أن يلاعن، وسواء فيمن قال ذلك لها منهما، هذا قول ابن القاسم.

                                                                                                                                                                                        وقال عبد الملك: يحد للأول ولا لعان له فيها؛ لأنه قذف ثان فقد أكذب نفسه فيه. قال محمد: ولو قال للثانية: أما أنت فصدقت عليك، وكذبت على صاحبتك لاعن الثانية. وهو قول ابن القاسم ها هنا أنه يلاعن عن الأولى إذا رجع بعد أن أكذب نفسه، خلاف المعروف من المذهب، وخلاف الأصول. [ ص: 2464 ]

                                                                                                                                                                                        وقال محمد إذا قال بعد أن لاعنها: والله ما كذبت عليها، أو قذفها بالزنا: ما سمعت فيها من أصحاب مالك شيئا، ولا أرى عليه شيئا؛ لأنه لاعنها. وقال ابن شهاب: يحد؛ لأنه قذفها، وليست له بزوجة (*). [ ص: 2465 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية