الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن قال لنساء معينات: أيتكن تزوجت فهي طالق]

                                                                                                                                                                                        وإذا كانت اليمين على جماعة معينين، فقال: إن تزوجتكن، أو من أتزوج منكن، أو أيتكن تزوجت فهي طالق،كانت اليمين على جميعهن، فإن تزوج واحدة كانت طالقا، وبقيت اليمين منعقدة في البواقي، فمن تزوج منهن بعد ذلك فهي طالق أيضا، وإن تزوج بمن طلقت عليه جاز له إمساكها، ولم يتكرر عليه فيها الطلاق، إلا أن يضرب فيهن أجلا أو يسمي بلدا، فيعود الخلاف المتقدم هل يتكرر الطلاق فيمن تزوجها ثانية بعد أن طلقت عليه، إلا أن يقول: كلما، يتكرر الطلاق فيمن يتزوج، وإن كانت اليمين على مجهول فسمى قبيلا أو فخذا أو بلدا، أو قال: من الموالي، فيتكرر عليه، فإن تزوج امرأة منهن فطلقت عليه عادت في مجهول من حلف عليه، فإن تزوجها ثانية طلقت عليه، وسواء أطلق ذلك أو ضرب أجلا، وقال: إن تزوجت أو متى أتزوج، ومن كتاب ابن سحنون فيمن قال: إن تزوجت من بني فلان أو من بنات فلان فهي طالق، فإن كانوا معروفين بحصر أو بعدد فهم كامرأة واحدة، فلا يتكرر الحنث، فإن تزوج منهن فطلقت ثم تزوجها ثانية فلا شيء عليه، قال: وقيل: إن قال من بني فلان، فلا تكون إلا مجهولة، وإن قال: من بنات فلان، فلا تكون إلا في القليل، يحاط بهن، إلا أن يقول: من بنات تميم أو عدي أو بني زهرة. [ ص: 2648 ]

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ رحمه الله: وكذا إن سمى بنات قرية صغيرة فهي كالمعينات، أو قبيلة من مصر كبيرة وهن فيه قليل فلا يتكرر، وقال ابن القاسم في العتبية: إذا قال: بنات فلان أو أخواته، ولم ينص أسماءهن، فاليمين يعود عليه فيهن أبدا، والأول أصوب، ولا فرق بين أن يسميهن أو لا يسمي.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية