الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [إذا قال: أستأجرك على أن ترعى هذه الغنم]

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا قال: أستأجرك على أن ترعى هذه الغنم. فقيل: الإجارة جائزة، وقوله: هذه، كالصفة، فيخلف غيرها إن أصيبت ولا تتعين. وقيل: تتعين والإجارة فاسدة; لأن فيه تحجيرا على صاحب الغنم فلا يقدر على بيعها. وقيل: جائزة وتتعين; لأن رب الغنم يشترط ذلك؛ لئلا يتكلف ذلك الخلف. [ ص: 4985 ]

                                                                                                                                                                                        وقيل: إن قرب أمد الإجارة جاز، وإن بعد لم يجز. وكذلك الأحمال إذا قال: تحمل هذه الأحمال إلى بلد كذا، فقال في "كتاب الرواحل": لا تتعين. وعلى قوله ها هنا في الغنم تتعين. ثم يختلف هل تكون إجارة جائزة أو فاسدة؟ وعلى القول الآخر: يجوز فيما قرب دون ما بعد.

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: وأرى أن يجوز فيما قرب; لأنه ليس فيها بتحجير وكذلك لما بعد إذا كان الشرط من رب الغنم; لأنه يكره أن يتكلف الخلف، فإن كان الشرط من الراعي كان فاسدا.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية