الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل: وإن نسي التشهد الأول قبل أن يفارق الأرض رجع

                                                                                                                                                                                        وإن نسي التشهد الأول ثم ذكر قبل أن يفارق الأرض- رجع فتشهد، ويختلف إذا فارق الأرض ولم يستو قائما حسبما تقدم فيمن نسي الجلوس; لأن الجلسة إنما كانت ليتشهد فيها، فإذا جلس ولم يتشهد- رجع فتشهد، فإن استوى قائما لم يرجع ويسجد قبل السلام، فإن لم يسجد قبل سجد بعد، فإن لم يسجد حتى طال ذلك- سجد ولم يعد الصلاة.

                                                                                                                                                                                        واختلف في التشهد الأخير، فجعله مرة مثل التشهد الأول، وقال في [ ص: 515 ] المبسوط: إذا انصرف وكان على طهر قريبا من مصلاه- رجع إليه وجلس وكبر وتشهد لسهوه ثم سلم، وإن بعد مصلاه وهو على طهره- جلس حيث هو وكبر ثم تشهد، وإن لم يذكر حتى انتقض وضوؤه- توضأ واستأنف الصلاة في الوقت وبعده.

                                                                                                                                                                                        وقد اشتمل هذا الجواب على ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                        أحدها: أنه يرجع إلى مصلاه إذا كان قريبا، ولم يجعله في مكان ذكر فيه.

                                                                                                                                                                                        والثاني: أنه جعل التشهد واجبا تعاد له الصلاة وإن ذهب الوقت.

                                                                                                                                                                                        والثالث: إصلاح الصلاة من الواجب وإن طال.

                                                                                                                                                                                        وهذا مثل قول ربيعة فيمن نسي بعض صلاته- أنه يأتي به وإن بعد ما بينهما ما لم تنتقض طهارته.

                                                                                                                                                                                        قال ابن نافع: قال مالك: فإن كان إماما نسي التشهد- صنع كما يصنع من نسي ذلك وحده، وإن طال حتى تجب عليه الإعادة فليس على الناس أن يستأنفوا معه. يريد إذا تشهدوا. قال: وإن كان مأموما حمله عنه الإمام.

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم في المجموعة: إذا نسي التشهد الأخير حتى سلم الإمام- فليتشهد، ولا يدعو ويسلم. [ ص: 516 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية