فصل: السلام من الصلاة فرض
فأما عدده: فقال مالك في الفذ: يسلم واحدة قبالة وجهه ويتيامن قليلا. السلام من الصلاة فرض، واختلف في عدده، وفي صفته.
وقال في سماع يسلم تسليمتين عن يمينه وعن يساره. [ ص: 537 ] ابن وهب:
وقال في الإمام: يسلم واحدة قبالة وجهه ويتيامن قليلا. كالفذ في قوله الأول.
وقال في سماع في الإمام يسلم تسليمتين، قال: ولا يسلم من خلفه حتى يفرغ منهما. أشهب
وقال أبو الفرج عن يسلم تسليمة تلقاء وجهه، وإن كان على يساره أحد رد عليه تسليمة ثانية. يريد: إن كان معه واحد يسلم واحدة، وإن كان عن يساره أحد سلم أخرى على من كان على يساره. وهو أحسن. مالك:
وقد أخرج في ذلك حديثين عن مسلم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود سعد: يسلم عن يمينه ويساره حتى أرى بياض خديه. "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم تسليمتين". قال
واختلف في فقيل: بطلت صلاته. المأموم يسلم عن يساره ولم يسلم عن يمينه حتى تكلم،
وقال صلاته تامة، عامدا كان أو ناسيا، فذا أو إماما. مطرف:
قال الشيخ -رحمه الله-: إن تعمد الخروج بها لم تبطل وإن سلمها للفضل، ولكن يعود [ ص: 538 ] ويسلم الأولى فيخرج بها من الصلاة، ثم إن نسي وانصرف وطال الأمر- بطلت صلاته. وإن فعل ذلك سهوا فظن أنه سلم الأولى ويرى أن الثانية يصح الخروج بها من الصلاة لم تبطل، وإن كان يرى أنها فضيلة وطال الأمر بطلت.
وإذا فات المأموم بعض صلاة الإمام فقضى ما فاته بعد سلام الإمام، فإن كان الإمام لم ينصرف ولا من كان عن يسار المأموم- رد عليهما.
واختلف إذا انصرف: فقال مرة: لا يرد عليهما. وقال مرة: يرد. وهو أحسن; لأن السلام يتضمن دعاء حقا، وهو تحية تقدمت منهم يجب ردها، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ".. مالك إذا قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض".
وأما فقال صفة السلام في السليمانية: الأولى أن يقول: السلام عليكم. ويقول: سلام عليكم. قال: وهي تحية أهل الجنة، مالك سلام عليكم بما صبرتم [الرعد: 24] ، ولا يقول في الأولى: عليكم السلام.
وقال في الثانية: ذلك واسع، السلام عليكم أو عليكم السلام، وأحب إلي: السلام عليكم.
وقال في المبسوط: يستحب لمن أراد أن يسلم أن يقول: السلام عليك أيها [ ص: 539 ] النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
قال أراد ما جاء عن محمد بن مسلمة: عائشة أنهما كانا يقولان عند سلامهما إذا قضيا التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم. [ ص: 540 ] وابن عمر