فصل [فيمن قال لرجل: لا أبا لك]
وقال فيمن مالك لا شيء عليه، إلا أن يريد به [ ص: 6268 ] النفي، وهذا مما يقوله الناس في الرضا، فأما من قاله في مشاتمة وغضب، فذلك شديد، وليحلف أنه ما أراد نفيا ، فإن قال: لا أم لك فلا شيء عليه. قال لرجل: لا أبا لك-
وقال فيمن قال لرجل: لست ابن فلان، يعني: جده، وجده كافر- حد عند ابن القاسم لأنه قطع نسبه. وإن قال لأبيه الكافر ليس أبوك لأبيه لم يحد . مالك;
وقال ابن نافع في كتاب المدنيين: يحد وإن قال ذلك للكافر ; لأنه قطع نسب المسلم.
وهذا أقيس ، إلا أن يريد التفرقة: أنه إذا نفاه من جده أن سبب انقطاع النسب لأن أمك زنت بك، ولأن أباك ولدك في زنى، فهذا يحسن إذا كان الأبوان أو أحدهما حرا مسلما. ابن القاسم
ومن قال لرجل: لست لأمك- لم يحد، ومن قال لرجل: لست ابن فلان -ينسبه لغير أبيه- حد إلا أن يكون ذلك على وجه الاستفهام.
ومن قال لرجل: أنت ابن فلان -ينسبه لغير أبيه- حد إلا أن يكون ذلك على وجه الاستفهام.
وإن قال: أنت ابن فلان -يريد: جده لأبيه أو لأمه- لم يحد، وقال وإن كان في مشاتمة; لأن الجد للأم أب، لقول الله سبحانه: ابن القاسم: ولا [ ص: 6269 ] تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء . . . الآية [سورة النساء آية: 22] ، . فلا يجوز لابن الابنة أن ينكح ما نكح جده لأمه
وإن قال: أنت ابن فلان -يريد: عمه أو خاله أو زوج أمه- حد. وقال في جميع ذلك لا حد عليه إلا أن يكون في مشاتمة . أشهب:
قال محمد في الجد: قول أحب إلينا، إلا أن يكون ثم من يعرف أنه أراد القذف، مثل أن يكون جده قد اتهم بأمه وإن كان ذلك خفيفا، وإلا فلا حد عليه، فقد يكون الجد للأب أو للأم شديدا أو فيه بذاءة، فيقول: أنت ابن فلان -أي: خرجت مثله- قال: وقول ابن القاسم أحب إلينا إذا لم يكن في مشاتمة، وقاله أشهب واحتج بقول الله سبحانه: أصبغ، قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا .