الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل: الخلاف في الوقت الذي يدخل المعتكف فيه معتكفه

                                                                                                                                                                                        اختلف في الوقت الذي يدخل المعتكف فيه معتكفه، فقال في المدونة: يدخل المغرب ويخرج المغرب إلا أن يكون آخر اعتكافه انقضاء آخر رمضان فإنه يكون ليلة الفطر على اعتكافه، ويخرج صبيحة تلك الليلة.

                                                                                                                                                                                        وفي المعونة: إذا دخل قبل طلوع الفجر في وقت يصح له الصوم أجزأه. وأرى أن يكون دخوله معتكفه وخروجه منه عند طلوع الفجر; فأما دخوله فلحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، وكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح ثم يدخله".

                                                                                                                                                                                        وأما خروجه فلحديث أبي سعيد الخدري قال: حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها. وقد أخذ بعض أهل العلم من هذا الحديث جواز اعتكاف الليل دون النهار; لأن الليلة الآخرة لا يعتكف يومها.

                                                                                                                                                                                        واختلف في مقامه ليلة الفطر في معتكفه، فقال مالك في العتبية: إن خرج [ ص: 840 ] فلا إعادة عليه. وقال أبو محمد عبد الوهاب: يستحب له ذلك. فإن لم يفعل جاز إذا انصرف بعد الغروب; لزوال مدة الاعتكاف. وقال عبد الملك ابن الماجشون: إن فعل فأصاب أهله فسد اعتكافه.

                                                                                                                                                                                        والأول أحسن، ولا يلزم اللبث تلك الليلة إلا لمن نواها قبل ذلك، فإن كانت نيته الاعتكاف لغروب الشمس من آخر الشهر - لم يلزمه سوى ما نوى، وكما لو نوى أن يخرج قبل ذلك بيوم أو بيومين، ويحتمل الحديث أن تكون تلك نيته -صلى الله عليه وسلم- أو تطوع بالتمادي، ليس ذلك لازما.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية