الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في الجهاد مع ولاة الجور

                                                                                                                                                                                        اختلف في ذلك ، فقال مالك : لا بأس به . قال : ولو ترك ذلك لكان ضررا على المسلمين . وذكر مرعش وما فعل بالمسلمين .

                                                                                                                                                                                        قال ابن حبيب : سمعت أهل العلم يقولون : لا بأس به ، وإن لم يوفوا بعهد ، ولم يضعوا الخمس موضعه .

                                                                                                                                                                                        وقال ابن نافع في شرح ابن مزين : لا أحب لأحد أن يخرج معهم ، فيكون لهم عونا على ما يريدون من طلب الدنيا . وحكي عن مالك مثل ذلك .

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ -رحمه الله- : لا أرى أن يغزى معهم إذا كانوا لا يوفون بعهد ، وهو أشد من تعديهم في الخمس . وكذلك ، إذا كانوا على ما لا يحل من الفسق وشرب الخمر ، فلا يغزى معهم .

                                                                                                                                                                                        وإنما تكلم مالك في وقت كان الذي يرغب في الجهاد من أهل الخير كثيرا ، فتأخرهم يضعف الباقين .

                                                                                                                                                                                        فأما إذا كان الذي يسأل عن ذلك ، وينظر لدينه الواحد والاثنان والنفر اليسير ؛ لم يغز معهم . [ ص: 1349 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية