[ ص: 1773 ]
كتاب النكاح الأول
النسخ المقابل عليها
1 - (ب) نسخة برلين رقم (3144)
2 - (ت) نسخة تازة (235 & 243)
[ ص: 1774 ]
[ ص: 1775 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا
محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
باب في وأنه من سنن المرسلين الترغيب في النكاح
قال الله -عز وجل-: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية [الرعد: 38] ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ، وهذا حديث حسن السند ذكره "أربع من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح" . الترمذي أخرجه وسأل ثلاث نفر عن عمل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتقالوه، فقالوا: وأين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم - غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ ثم قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء، ولا أتزوج أبدا، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي، فليس مني" البخاري ، فأخبر أنه من [ ص: 1776 ] سنته، وذم من رغب عن ذلك. ومسلم
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أخرجه "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج; فإنه أحصن للفرج وأغض للطرف، فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" البخاري . وفي الحديث مجاز، والمعنى: من استطاع ذلك منكم بالمال ليس بالوطء، ولو كان ذلك المراد لم يأمر من عجز عنه بالصوم. وقد جاء هذا الحديث في النسائي مفسرا، فقال: ومسلم ، فأتى بالحديث. وقال: "يا معشر الشباب من كان منكم ذا طول، فليتزوج، فإنه أغض للبصر" . وقال: "تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" . "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
فالنكاح يتضمن خمس خصال: يعف الطرف، ويحصن الفرج، ويكثر [ ص: 1777 ] النسل، ويبقي الذكر، والأجر.