الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس والعشرون في سرية أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، وقيل زيد بن حارثة إلى بني فزارة بوادي القرى

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ومسلم وابن سعد والأربعة والطبراني عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه قال : غزونا فزارة وعلينا أبو بكر أمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا ، ثم شن الغارة فورد الماء فقتل من قتل عليه فأنظر إلى عنق من الناس فيهم الذراري ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فرميت بسهم بينهم وبين الجبل ، فلما رأوا السهم وقفوا فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من أدم معها ابنة لها من أحسن العرب . فسقتهم حتى أتيت أبا بكر . فنفلني أبو بكر ابنتها ، فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبا .

                                                                                                                                                                                                                              فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال : «يا سلمة هب لي المرأة» . فقلت : «يا رسول الله قد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا» . فسكت ، حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق ولم أكشف لها ثوبا فقال : «يا سلمة هب لي المرأة ، لله أبوك» .

                                                                                                                                                                                                                              فقلت : هي لك يا رسول الله ، قال : فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدا بها أسرى [من المسلمين] كانوا في أيدي المشركين .


                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية عند أحمد ، وابن سعد : وكان شعارنا :

                                                                                                                                                                                                                              أمت أمت قال : فقلت بيدي سبعة- وعند الطبراني تسعة بتقديم الفوقية- أهل أبيات من المشركين .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية