قال ابن سعد : ثم سرية إلى العزى لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان ، وكانت بيتا بنخلة . قال خالد بن الوليد ابن إسحاق وابن سعد : وكان سدنتها وحجابها بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم ، وكانت أعظم أصنام قريش وجميع كنانة . وذلك أن عمرو بن لحي كان قد أخبرهم أن الرب يشتي بالطائف عند اللات ويصيف عند العزى ، فعظموها وبنوا لها بيتا وكانوا يهدون إليها كما يهدون للكعبة . وروى عن البيهقي رضي الله تعالى عنه : وكانت بيتا على ثلاث سمرات ، انتهى . أبي الطفيل
قال محمد بن عمر ، وابن سعد : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة إلى العزى ليهدمها . فخرج في ثلاثين فارسا من أصحابه . قال خالد بن الوليد : فلما سمع سادنها ابن إسحاق السلمي بسير إليها علق عليها سيفه وأسند في الجبل الذي هي فيه وهو يقول : خالد
يا عز شدي شدة لا شوى لها على ألقي القناع وشمري يا عز إن لم تقتلي المرء خالد خالدا
فبوئي بإثم عاجل أو تنصري
فلما رأت السدنة خالدا انبعثوا في الجبل وهم يقولون : يا عزى خبليه ، يا عزى عوريه ولا تموتي برغم ، فخرجت إليه [امرأة عجوز] سوداء عريانة ثائرة الرأس ، زاد أبو الطفيل : تحثو التراب على رأسها ووجهها . فضربها وهو يقول : خالد
يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك