قال أخبرنا عبد الرزاق : قال معمر بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا في أصحابه يوما فقال : «اللهم أنج أصحاب السفينة» . ثم مكث ساعة فقال : «استمدت» . فلما دنوا من المدينة قال : «قد جاءوا يقودهم رجل صالح» قال : «والذين كانوا معه في السفينة الأشعريون والذين قادهم عمرو بن الحمق الخزاعي» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أين جئتم ؟ » قالوا من زبيد . قال : «بارك الله في زبيد» . قالوا : وفي زمع . قال : «وبارك الله في زبيد» . قالوا وفي زمع . قال : في الثالثة : «وفي زمع» .
وروى ابن سعد والبيهقي وأحمد بن أنس رضي الله تعالى عنه الأشعريون فيهم فلما دنوا من أبو موسى الأشعري المدينة جعلوا يرتجزون يقولون :
غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه
[ ص: 274 ] وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يقدم عليكم قوم هم أرق منكم قلوبا» . فقدم ومسلم البخاري والترمذي والنسائي رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أتاكم أهل أبي هريرة اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان ، والحكمة يمانية السكينة في أهل الغنم والفخر والخيلاء في الفدادين من أهل الوبر» . عنرضي الله تعالى عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أتاكم أهل جبير بن مطعم اليمن كأنهم السحاب وهم خيار من في الأرض» . فقال رجل من الأنصار : إلا نحن يا رسول الله ؟ فسكت ثم قال : إلا نحن يا رسول الله ؟ فقال : «إلا أنتم كلمة ضعيفة» . وعن
رواه في زاد المعاد عن يزيد بن هارون عن عن ابن أبي ذئب الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه . قال : ولما لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا وبايعوا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الأشعريون في الناس كصرة فيها مسك» .