الباب الثالث والثلاثون في الحارث بن حسان إليه صلى الله عليه وسلم وفود
روى ، الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه الحارث بن حسان البكري قال : خرجت أشكو العلاء الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررت بالربذة فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها ، فقالت : يا عبد الله إن لي إلى رسول الله حاجة فهل أنت مبلغي إليه ؟ قال : فحملتها فأتيت المدينة فإذا المسجد غاص بأهله وإذا راية سوداء تخفق متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ما شأن الناس ؟ قالوا : يريد أن يبعث وبلال وجها . قال : فجلست فدخل منزله فاستأذنت عليه فأذن لي . عمرو بن العاص
فدخلت فسلمت فقال : «هل كان بينكم وبين تميم شيء ؟ »
قلت : نعم ، وكانت الدائرة عليهم ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب . فأذن لها فدخلت . فقلت : يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين تميم حاجزا فاجعل الدهناء . فحميت العجوز واستوفزت وقالت : يا رسول الله أين يضطر مضرك ؟ قال : قلت : إن مثلي ما قال الأول معزى حملت حتفها ، حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد . قالت هي : وما وافد عاد ؟ وهي [ ص: 319 ] أعلم بالحديث منه ولكن تستطعمه . قلت : إن عادا قحطوا فبعثوا وافدا لهم . فمر بمعاوية بن بكر . فأقام عنده شهرا يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما الجرادتان . فلما مضى الشهر خرج إلى جبال مهرة فقال : اللهم إنك تعلم لم أجيء إلى مريض فأداويه ولا إلى أسير فأفاديه ، اللهم اسق عادا ما كنت تسقيه . فمرت به سحابات سود ، فنودي منها : اختر ، فأومأ إلى سحابة منها سوداء فنودي منها : خذها رمادا ورمددا ، لا تبق من عاد أحدا . قال : فما بلغني أنه أرسل عليهم من الريح إلا بقدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هلكوا . قال أبو وائل : وكانت المرأة أو الرجل إذا بعثوا وافدا لهم قالوا : لا يكن كوافد عاد . [ ص: 320 ] عن