قال ابن سعد : قالوا : وقدم وفد حضرموت مع وفد كندة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بنو وليعة ملوك حضرموت : جمد ، ومخوس ، ومشرح ، وأبضعة فأسلموا . وقال مخوس : يا رسول الله ادع الله ، أن يذهب عني هذه الرتة من لساني . فدعا له وأطعمه طعمة من صدقة حضرموت .
وروى ابن سعد عن أبي عبيدة من ولد عمار بن ياسر قال : وفد مخوس بن معدي كرب بن وليعة فيمن معه على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم خرجوا من عنده فأصابت مخوس اللقوة ، فرجع منهم نفر فقالوا : يا رسول الله سيد العرب ضربته اللقوة فادللنا على دوائه . فقال : «خذوا مخيطا فاحموه في النار ثم اقلبوا شفر عينه ففيها شفاؤه وإليها مصيره فالله أعلم ما قلتم حين خرجتم من عندي» . فصنعوا به فبرأ .
وروى ابن سعد عن عمرو بن مهاجر الكندي قال : كانت امرأة من حضرموت ثم من تنعة يقال لها : تهناة بنت كليب صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كسوة ثم دعت ابنها كليب بن أسد [ ص: 322 ] ابن كليب . فقالت : انطلق بهذه الكسوة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاه بها وأسلم ، فدعا له وقال كليب حين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من وشز برهوت يهوي بي عذافرة إليك يا خير من يحفى وينتعل تجوب بي صفصفا غبرا مناهله
تزداد عفوا إذا ما كلت الإبل شهرين أعملها نصا على وجل
أرجو بذاك ثواب الله يا رجل أنت النبي الذي كنا نخبره
وبشرتنا به التوراة والرسل