المسألة السادسة والعشرون : قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=27364_320_319 { nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فلم تجدوا ماء } : لما ذكر الله سبحانه اغتسلوا واطهروا اقتضى ذلك الماء اقتضاء قطعيا ، إذ هو الغاسول والطهور ; فلذلك قال : فلم تجدوا ماء ، فصرح بالمقتضي ، وكان عنده سواء التصريح والاقتضاء ; وهذا في اللغة كثير .
المسألة السابعة والعشرون : قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فلم تجدوا ماء } : قال علماؤنا رحمة الله عليهم : فائدة الوجود الاستعمال والانتقاع بالقدرة عليهما ، فمعنى قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فلم تجدوا ماء } ، فلم تقدروا ; ليتضمن ذلك الوجوه المتقدمة المذكورة فيها ، وهي المرض والسفر ; فإن المريض واجد للماء صورة ، ولكنه لما لم يتمكن من
[ ص: 566 ] استعماله لضرورة صار معدوما حكما ; فالمعنى الذي يجمع نشر الكلام ( فلم تقدروا على استعمال الماء ) . وهذا يعم المرض والصحة إذا إذا خاف من أخذ الماء لصا أو سبعا ، ويجمع الحضر والسفر ; وهذا هو العلم الصريح ، والفقه الصحيح ، والأصوب بالتصحيح ; ألا ترى أنه لو وجده بزائد على قيمته جعله معدوما حكما ، وقيل له تيمم . ويتبين أن المراد الوجود الحكمي ، ليس الوجود الحسي .
الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ : قَوْله تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=27364_320_319 { nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً } : لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ اغْتَسِلُوا وَاطَّهَّرُوا اقْتَضَى ذَلِكَ الْمَاءَ اقْتِضَاءً قَطْعِيًّا ، إذْ هُوَ الْغَاسُولُ وَالطَّهُورُ ; فَلِذَلِكَ قَالَ : فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً ، فَصَرَّحَ بِالْمُقْتَضِي ، وَكَانَ عِنْدَهُ سَوَاءٌ التَّصْرِيحُ وَالِاقْتِضَاءُ ; وَهَذَا فِي اللُّغَةِ كَثِيرٌ .
الْمَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ : قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً } : قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : فَائِدَةُ الْوُجُودِ الِاسْتِعْمَالُ وَالِانْتِقَاعُ بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِمَا ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً } ، فَلَمْ تَقْدِرُوا ; لِيَتَضَمَّنَ ذَلِكَ الْوُجُوهَ الْمُتَقَدِّمَةَ الْمَذْكُورَةَ فِيهَا ، وَهِيَ الْمَرَضُ وَالسَّفَرُ ; فَإِنَّ الْمَرِيضَ وَاجِدٌ لِلْمَاءِ صُورَةً ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ
[ ص: 566 ] اسْتِعْمَالِهِ لِضَرُورَةٍ صَارَ مَعْدُومًا حُكْمًا ; فَالْمَعْنَى الَّذِي يَجْمَعُ نَشْرَ الْكَلَامِ ( فَلَمْ تَقْدِرُوا عَلَى اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ ) . وَهَذَا يَعُمُّ الْمَرَضَ وَالصِّحَّةَ إذَا إذَا خَافَ مِنْ أَخْذِ الْمَاءِ لِصًّا أَوْ سَبُعًا ، وَيَجْمَعُ الْحَضَرَ وَالسَّفَرَ ; وَهَذَا هُوَ الْعِلْمُ الصَّرِيحُ ، وَالْفِقْهُ الصَّحِيحُ ، وَالْأَصْوَبُ بِالتَّصْحِيحِ ; أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ وَجَدَهُ بِزَائِدٍ عَلَى قِيمَتِهِ جَعَلَهُ مَعْدُومًا حُكْمًا ، وَقِيلَ لَهُ تَيَمَّمْ . وَيَتَبَيَّنُ أَنَّ الْمُرَادَ الْوُجُودُ الْحُكْمِيُّ ، لَيْسَ الْوُجُودَ الْحِسِّيَّ .