الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=1963_1954 باب الاقتصاد في بناء المساجد
628 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=34141 : ما أمرت بتشييد المساجد قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى } . أخرجه أبو داود ) .
الحديث صححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ورجاله رجال الصحيح ، لأن أبا داود رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن أبي فزارة وهو راشد بن كيسان الكوفي . وقد أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=17354يزيد بن الأصم هو العامري التابعي ، أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس المذكور تعليقا ، وإنما لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المرفوع للاختلاف على nindex.php?page=showalam&ids=17354يزيد بن الأصم في وصله وإرساله قاله الحافظ . قوله : ( ما أمرت ) بضم الهمزة وكسر الميم مبني للمفعول . قوله : ( بتشييد المساجد ) قال البغوي في شرح السنة : التشييد رفع البناء وتطويله ، ومنه قوله تعالى: { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78بروج مشيدة } وهي التي طول بناؤها ، يقال شدت الشيء أشيده مثل بعته أبيعه إذا بنيته بالشيد وهو الجص وشيدته تشييدا [ ص: 175 ] طولته ورفعته . وقيل : المراد بالبروج المشيدة المجصصة . قال ابن رسلان : والمشهور في الحديث أن المراد بتشييد المساجد هنا رفع البناء وتطويله
قوله : ( قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان موقوفا وقبله حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا مرفوعا وظن الطيبي في شرح المشكاة أنهما حديث واحد فشرحه على أن اللام في لتزخرفنها مكسورة ، قال : وهي لام التعليل للمنفي قبله ، والمعنى ما أمرت بالتشييد ليجعل ذريعة إلى الزخرفة ، قال : والنون فيه لمجرد التأكيد وفيه نوع تأنيب وتوبيخ ، ثم قال : ويجوز فتح اللام على أنها جواب القسم . قال الحافظ : وهذا يعني فتح اللام هو المعتمد ، والأول لم يثبت به الرواية أصلا ، فلا يغتر به وكلام nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فيه مفصول من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب المشهورة وغيرها انتهى . والزخرفة : الزينة ، قال محيي السنة : إنهم زخرفوا المساجد عندما بدلوا دينهم وحرفوا كتبهم وأنتم تصيرون إلى مثل حالهم ، وسيصير أمركم إلى المراءاة بالمساجد والمباهاة بتشييدها وتزيينها ، قال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء : إذا حليتم مصاحفكم وزوقتم مساجدكم فالدمار عليكم . قال ابن رسلان : وهذا الحديث فيه معجزة ظاهرة لإخباره صلى الله عليه وسلم عما سيقع بعده ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=1954تزويق المساجد والمباهاة بزخرفتها كثر من الملوك والأمراء في هذا الزمان بالقاهرة والشام وبيت المقدس بأخذهم أموال الناس ظلما وعمارتهم بها المدارس على شكل بديع نسأل الله السلامة والعافية انتهى .
والحديث يدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=1963_1954تشييد المساجد بدعة ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة الترخيص في ذلك .
وروي عن أبي طالب أنه لا كراهة في تزيين المحراب . وقال المنصور بالله : إنه يجوز في جميع المسجد . وقال البدر بن المنير : لما شيد الناس بيوتهم وزخرفوها ناسب أن يصنع ذلك بالمساجد صونا لها عن الاستهانة ، وتعقب بأن المنع إن كان للحث على اتباع السلف في ترك الرفاهية فهو كما قال وإن كان لخشية شغل بال المصلي بالزخرفة فلا لبقاء العلة
ومن جملة ما عول عليه المجوزون للتزيين بأن السلف لم يحصل منهم الإنكار على من فعل ذلك ، وبأنه بدعة مستحسنة وبأنه مرغب إلى المسجد ، وهذه حجج لا يعول عليها من له حظ من التوفيق لا سيما مع مقابلتها للأحاديث الدالة على أن التزيين ليس من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه نوع من المباهاة المحرمة وأنه من علامات الساعة كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي عليه السلام ، وأنه من صنع اليهود والنصارى ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب مخالفتهم ويرشد إليها عموما وخصوصا . ودعوى ترك إنكار السلف ممنوعة لأن التزيين بدعة أحدثها أهل الدول الجائرة من غير مؤاذنة لأهل العلم والفضل ، وأحدثوا من البدع ما لا يأتي [ ص: 176 ] عليه الحصر ولا ينكره أحد ، وسكت العلماء عنه تقية لا رضا ، بل قام في وجه باطلهم جماعة من علماء الآخرة ، وصرخوا بين أظهرهم بنعي ذلك عليهم ، ودعوى أنه بدعة مستحسنة باطلة .
وقد عرفناك وجه بطلانها في شرح حديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36820من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد } في باب الصلاة في ثوب الحرير والغصب ودعوى أنه مرغب إلى المسجد فاسدة لأن كونه داعيا إلى المسجد ومرغبا إليه لا يكون إلا لمن كان غرضه وغاية قصده النظر إلى تلك النقوش والزخرفة ، فأما من كان غرضه قصد المساجد لعبادة الله التي لا تكون عبادة على الحقيقة إلا مع خشوع ، وإلا كانت كجسم بلا روح ، فليست إلا شاغلة عن ذلك كما فعله صلى الله عليه وسلم في الأنبجانية التي بعث بها إلى nindex.php?page=showalam&ids=9489أبي جهم . وكما تقدم من هتكه للستور التي فيها نقوش . وكما سيأتي في باب تنزيه قبلة المصلي عما يلهي وتقويم البدع المعوجة التي يحدثها الملوك توقع أهل العلم في المسالك الضيقة فيتكلفون لذلك من الحجج الواهية ما لا ينفق إلا على بهيمة .
629 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=30547لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد } . رواه الخمسة إلا الترمذي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد : كان سقف المساجد من جريد النخل وأمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ببناء المسجد ، وقال : أكن الناس وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس ) . الحديث صححه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة ، وأورده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس تعليقا بلفظ { nindex.php?page=hadith&LINKID=11819يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا } ووصله أبو يعلى الموصلي في مسنده . وروى الحديث أبو نعيم في كتاب المساجد من الوجه الذي عند nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة بلفظ : { nindex.php?page=hadith&LINKID=43597يتباهون بكثرة المساجد } . قوله : { nindex.php?page=hadith&LINKID=17865حتى يتباهى الناس في المساجد } أي يتفاخرون في بناء المساجد ، والمباهاة بها كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن يتفاخروا بها بالنقش والكثرة
وروى في شرح السنة بسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة قال : غدونا مع nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك إلى الزاوية فحضرت صلاة الصبح فمررنا بمسجد فقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : أي مسجد هذا ؟ قالوا : مسجد أحدث الآن ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=43597سيأتي على الناس زمان يتباهون في المساجد ثم لا يعمرونها إلا قليلا } . قوله : ( وقال أكن الناس ) قال الحافظ : وقع في روايتنا أكن الناس بضم الهمزة وكسر الكاف وتشديد النون المضمومة بلفظ المضارع من أكن الرباعي ، يقال : nindex.php?page=treesubj&link=1963_1954أكننت الشيء إكنانا أي صنته وسترته ، وحكى أبو زيد كننته من الثلاثي بمعنى أكننته ، وفرق nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بينهما ، فقال : كننته أي سترته وأكننته في نفسي أي أسررته ، ووقع في رواية الأصيلي بفتح الهمزة والنون فعل أمر من الإكنان أيضا . ويرجحه
قوله قبله " وأمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " وقوله بعده " وإياك " وتوجه الأولى بأنه خاطب القوم بما أراد ثم التفت إلى الصانع فقال له : وإياك ، [ ص: 177 ] أو يحمل قوله وإياك على التجريد كأنه خاطب نفسه بذلك ، قال عياض : وفي رواية غير الأصيلي كن الناس بحذف الهمزة وكسر الكاف وهو صحيح أيضا ، وجوز ابن مالك بضم الكاف على أنه من كن فهو مكنون انتهى قال الحافظ : وهو متجه لكن الرواية لا تساعده . قوله : ( فتفتن الناس ) بفتح المثناة من فتن وضبطه الأصيلي بالضم من أفتن وذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أنكره وأن أبا عبيدة أجازه ، فقال فتن وأفتن بمعنى ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : كأن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فهم من ذلك رد الشارع الخميصة إلى nindex.php?page=showalam&ids=9489أبي جهم من أجل الأعلام التي فيها ، وقال : " إنها ألهتني عن صلاتي " . قال الحافظ : ويحتمل أن يكون عند nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من ذلك علم خاص بهذه المسألة ، فقد روى ابن ماجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=34441ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم } ورجاله ثقات إلا شيخ nindex.php?page=showalam&ids=15618جبارة بن المغلس ففيه مقال .
حبر الأمة ، وفقيه العصر ، وإمام التفسير أبو العباس عبد الله ، ابن [ ص: 332 ] عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العباس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير - رضي الله عنه .
مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين .
صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوا من ثلاثين شهرا ، وحدث عنه بجملة صالحة ، وعن عمر ، وعلي ، ومعاذ ، ووالده ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي سفيان صخر بن حرب ، وأبي ذر ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وخلق .
وقرأ على أبي ، وزيد .
قرأ عليه مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وطائفة .
روى عنه ؛ ابنه علي ، وابن أخيه عبد الله بن معبد ، ومواليه ؛ عكرمة ، ومقسم ، وكريب ، وأبو معبد نافذ ، وأنس بن مالك ، وأبو الطفيل ، وأبو أمامة بن سهل ، وأخوه كثير بن العباس ، وعروة بن الزبير ، وعبيد الله بن عبد الله ، وطاوس ، وأبو الشعثاء جابر ، وعلي بن الحسين . وسعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، والقاسم بن محمد ؛ وأبو صالح السمان ، وأبو رجاء العطاردي ، وأبو العالية ، وعبيد بن عمير ، وابنه عبد الله ، وعطاء بن يسار ، وإبراهيم بن عبد الله بن معبد ، وأربدة التميمي [ ص: 333 ] صاحب التفسير ، وأبو صالح باذان ، وطليق بن قيس الحنفي ، وعطاء بن أبي رباح ، والشعبي ، والحسن ، وابن سيرين ؛ ومحمد بن كعب القرظي ، وشهر بن حوشب ، وابن أبي مليكة ، وعمرو بن دينار ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي ، والضحاك بن مزاحم ، وأبو الزبير المكي ، وبكر بن عبد الله المزني ، وحبيب بن أبي ثابت ، وسعيد بن أبي الحسن ، وإسماعيل السدي ، وخلق سواهم .
وفي " التهذيب " : من الرواة عنه مائتان سوى ثلاثة أنفس . وأمه هي أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية من هلال بن عامر .
وله جماعة أولاد ؛ أكبرهم العباس ، وبه كان يكنى ، وعلي أبو الخلفاء ، وهو أصغرهم ، والفضل ، ومحمد ، وعبيد الله ، ولبابة ، وأسماء .
وكان وسيما ، جميلا ، مديد القامة ، مهيبا ، كامل العقل ، ذكي النفس ، من رجال الكمال .
وأولاده ؛ الفضل ، ومحمد ، وعبيد الله ، ماتوا ولا عقب لهم . ولبابة ولها أولاد وعقب من زوجها علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وبنته الأخرى أسماء وكانت عند ابن عمها عبد الله بن عبيد الله بن العباس ، فولدت له حسنا ، وحسينا .
انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح ، وقد أسلم قبل ذلك ، فإنه صح عنه أنه قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين ؛ أنا من الولدان ، وأمي من النساء . [ ص: 334 ]
روى خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسي ، ودعا لي بالحكمة . شبيب بن بشر : عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المخرج وخرج ، فإذا تور مغطى ؛ قال : من صنع هذا ؟ فقلت : أنا . فقال : اللهم علمه تأويل القرآن .
قال ابن شهاب : عن عبيد الله ؛ عن ابن عباس ، قال : أقبلت على أتان ، وقد ناهزت الاحتلام ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى . [ ص: 335 ]
وروى أبو بشر ، عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس ، قال : توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر .
رواه شعبة وغيره عنه .
وقال هشيم : أخبرنا أبو بشر عن سعيد ، عنه : جمعت المحكم في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبض وأنا ابن عشر حجج .
وقال شعبة : عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن خمس عشرة سنة ، وأنا ختين .
قال الواقدي : لا خلاف أنه ولد في الشعب ، وبنو هاشم محصورون ، فولد قبل خروجهم منه بيسير ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين . ألا تراه يقول : وقد راهقنا الاحتلام . وهذا أثبت مما نقله أبو بشر في سنه . [ ص: 336 ]
قال أحمد بن حنبل فيما رواه ابنه عبد الله عنه : حديث أبي بشر عندي واه ، قد روى أبو إسحاق ، عن سعيد فقال : خمس عشرة ، وهذا يوافق حديث عبيد الله بن عبد الله .
قال الزبير بن بكار : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولابن عباس ثلاث عشرة سنة .
قال أبو سعيد بن يونس : غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح ؛ وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا .
قال أبو عبد الله بن منده : أمه هي أم الفضل أخت أم المؤمنين ميمونة ، ولد قبل الهجرة بسنتين .
وكان أبيض ، طويلا ، مشربا صفرة ، جسيما ، وسيما ، صبيح الوجه ، له وفرة ، يخضب بالحناء ، دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحكمة .
قلت : وهو ابن خالة خالد بن الوليد المخزومي . سعيد بن سالم ، حدثنا ابن جريج قال : كنا جلوسا مع عطاء في المسجد الحرام ، فتذاكرنا ابن عباس ؛ فقال عطاء : ما رأيت القمر ليلة أربع [ ص: 337 ] عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس . إبراهيم بن الحكم بن أبان ؛ عن أبيه ، عن عكرمة ، قال : كان ابن عباس إذا مر في الطريق ، قلن النساء على الحيطان : أمر المسك ، أم مر ابن عباس ؟ الزبير : حدثني ساعدة بن عبيد الله المزني ، عن داود بن عطاء ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ؛ أن عمر دعا ابن عباس ، فقربه . وكان يقول : إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاك يوما ، فمسح رأسك ، وتفل في فيك ، وقال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل . داود مدني ضعيف . حماد بن سلمة وغيره ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله ، قال : بت في بيت خالتي ميمونة ، فوضعت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلا ، فقال : من وضع هذا ؟ قالوا : عبد الله . فقال : اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين . [ ص: 338 ]
أخبرنا إسحاق الأسدي ، أخبرنا ابن خليل أخبرنا اللبان ، أخبرنا الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، حدثنا ابن أبي العوام ، حدثنا عبد الله بن بكر ، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار : أن كريبا أخبره عن ابن عباس ، قال : صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل ، فجعلني حذاءه ، فلما انصرف ، قلت : وينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله ؟ فدعا الله أن يزيدني فهما وعلما . حاتم بن أبي صغيرة : عن عمرو بن دينار ، عن كريب ، عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا له أن يزيده الله فهما ، وعلما . ورقاء : سمعت عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن عباس : وضعت [ ص: 339 ] لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضوءا ، فقال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل . وعن ابن عباس : دعا لي رسول الله بالحكمة مرتين . كوثر بن حكيم - واه - عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا : إن حبر هذه الأمة ابن عباس .
تفرد به عنه محمد بن يزيد الرهاوي . عبد المؤمن بن خالد : عن ابن بريدة ، عن ابن عباس : انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده جبريل ، فقال له جبريل : إنه كائن هذا حبر الأمة ، فاستوص به خيرا .
حديث منكر . تفرد به سعدان بن جعفر ، عن عبد المؤمن . حماد بن سلمة : عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس ، قال : كنت مع أبي عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان كالمعرض عن أبي ، فخرجنا من عنده ، فقال : ألم تر ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أو كان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله ، هل كان عندك أحد ؟ فقال لي : هل رأيته يا عبد الله " ؟ قال : نعم . قال : ذاك جبريل فهو الذي شغلني عنك . [ ص: 340 ]
أخرجه أحمد في " مسنده " . المنهال بن بحر : حدثنا العلاء بن محمد ، عن الفضل بن حبيب ، عن فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثياب بيض نقية ، وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي ، وهو جبريل وأنا لا أعلم ؛ فقال : من هذا ؟ فقال : ابن عمي . قال : ما أشد وسخ ثيابه ، أما إن ذريته ستسود بعده . ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رأيت من يناجيني ؟ قلت : نعم . قال : أما إنه سيذهب بصرك .
إسناده لين . ثور بن زيد الديلي ، عن موسى بن ميسرة ؛ أن العباس بعث ابنه عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة ، فوجد عنده رجلا ، فرجع ، ولم يكلمه . فلقي العباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك ، فقال : أرسلت إليك ابني ، فوجد عندك رجلا ، فلم يستطع أن يكلمه . فقال : يا عم ! تدري من ذاك الرجل ؟ قال : لا . قال : ذاك جبريل لقيني ، لن يموت ابنك حتى يذهب بصره ، ويؤتى علما .
روى سليمان بن بلال والدراوردي عن ثور نحوه ، وقد رواه محمد بن زياد الزيادي ، عن الدراوردي فقال : عن أيوب ، عن موسى بن [ ص: 341 ] ميسرة ، عن بعض ولد العباس : فذكره . زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي : دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ير عنده أحدا ، فقال له ابنه عبد الله : لقد رأيت عنده رجلا ؛ فسأل العباس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ذاك جبريل . هذا مرسل .