القول في هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( 33 ) ) تأويل قوله تعالى : (
يقول تعالى ذكره : هل ينتظر هؤلاء المشركون إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم ، أو يأتي أمر ربك بحشرهم لموقف القيامة ( كذلك فعل الذين من قبلهم ) يقول جل ثناؤه : كما يفعل هؤلاء من انتظارهم ملائكة الله لقبض أرواحهم ، أو إتيان أمر الله فعل أسلافهم من الكفرة بالله ، لأن ذلك في كل مشرك بالله ( وما ظلمهم الله ) يقول جل ثناؤه : وما ظلمهم الله بإحلال سخطه ، ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بمعصيتهم ربهم وكفرهم به ، حتى استحقوا عقابه ، فعجل لهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ) قال : بالموت ، وقال في آية أخرى ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة ) وهو ملك الموت ، [ ص: 200 ] وله رسل ، قال الله تعالى ( أو يأتي أمر ربك ) ذاكم يوم القيامة .
حدثني المثنى ، قال : أخبرنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ) يقول : عند الموت حين تتوفاهم ، أو يأتي أمر ربك ذلك يوم القيامة .