( كي نسبحك كثيرا    ( 33 ) ونذكرك كثيرا    ( 34 ) إنك كنت بنا بصيرا    ( 35 ) قال قد أوتيت سؤلك يا موسى    ( 36 ) ولقد مننا عليك مرة أخرى    ( 37 ) ( إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى    ( 38 ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني    ( 39 ) ) 
  ( كي نسبحك كثيرا    )  قال الكلبي    : نصلي لك كثيرا . ( ونذكرك كثيرا    ) نحمدك ونثني عليك بما أوليتنا من نعمك . ( إنك كنت بنا بصيرا    ) خبيرا عليما . ( قال ) الله تعالى : ( قد أوتيت    ) أعطيت ، ( سؤلك ) جميع ما سألته ، ( يا موسى ( ولقد مننا عليك    ) أنعمنا عليك ، ( مرة أخرى    ) يعني قبل هذه المرة وهي : ( إذ أوحينا إلى أمك    ) وحي إلهام ، ( ما يوحى ) ما يلهم . ثم فسر ذلك الإلهام وعدد نعمه عليه : ( أن اقذفيه في التابوت    ) أي : ألهمناها أن اجعليه في التابوت ، ( فاقذفيه في اليم    ) يعني نهر النيل ، ( فليلقه اليم بالساحل    ) يعني شاطئ النهر ، لفظه أمر ومعناه خبر ، مجازه : حتى يلقيه اليم بالساحل : ( يأخذه عدو لي وعدو له    ) يعني فرعون    . فاتخذت تابوتا وجعلت فيه قطنا محلوجا ووضعت فيه موسى  ، وقيرت رأسه وخصاصه يعني شقوقه ثم ألقته في النيل  ، وكان يشرع منه نهر كبير في دار فرعون  ، فبينما فرعون  جالس على رأس البركة مع امرأته آسية  إذ بتابوت يجيء به الماء ، فأمر الغلمان والجواري بإخراجه ، فأخرجوه وفتحوا رأسه فإذا صبي من أصبح الناس وجها ، فلما رآه فرعون  أحبه بحيث لم يتمالك ، فذلك قوله تعالى : 
(   ( وألقيت عليك محبة مني     ) قال ابن عباس    : أحبه وحببه إلى خلقه   : قال عكرمة    : ما رآه أحد إلا أحبه . قال قتادة    : ملاحة كانت في عيني موسى  ، ما رآه أحد إلا عشقه . 
  ( ولتصنع على عيني    ) يعني لتربى بمرأى ومنظر مني ، قرأ أبو جعفر    " ولتصنع " .   [ ص: 273 ] بالجزم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					