[ ص: 28 ]   ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون    ( 24 ) يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين    ( 25 ) الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم    ( 26 ) ) 
( يوم تشهد    ) قرأ حمزة   والكسائي  بالياء لتقديم الفعل ، وقرأ الآخرون بالتاء ، ( عليهم ألسنتهم    ) وهذا قبل أن يختم على أفواههم ، ( وأيديهم وأرجلهم    ) يروى أنه ( تختم ) الأفواه فتتكلم الأيدي والأرجل بما عملت في الدنيا    . وقيل : معناه تشهد ألسنة بعضهم على بعض وأيديهم وأرجلهم ، ( بما كانوا يعملون  يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق    ) جزاءهم الواجب . وقيل : حسابهم العدل . ( ويعلمون أن الله هو الحق المبين    ) يبين لهم حقيقة ما كان يعدهم في الدنيا . قال  عبد الله بن عباس  رضي الله عنهما : وذلك أن عبد الله بن أبي  كان يشك في الدين فيعلم يوم القيامة أن الله هو الحق المبين . قوله - عز وجل - : ( الخبيثات للخبيثين     ) قال أكثر المفسرين : الخبيثات من القول والكلام للخبيثين من الناس . ( والخبيثون    ) من الناس ، ( للخبيثات    ) من القول ، [ والكلام ] ، ( والطيبات    ) من القول ، ( للطيبين    ) من الناس ، ( والطيبون    ) من الناس ، ( للطيبات    ) من القول ، والمعنى : أن الخبيث من القول لا يليق إلا بالخبيث من الناس والطيب لا يليق إلا بالطيب من الناس ،  فعائشة  لا يليق بها الخبيثات من القول لأنها طيبة رضي الله عنها فيضاف إليها طيبات الكلام من الثناء الحسن [ وما يليق بها ] . 
وقال الزجاج    : معناه لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال والنساء ولا يتكلم بالطيبات إلا الطيب من الرجال والنساء ، وهذا ذم للذين قذفوا عائشة ،  ومدح للذين برؤوها بالطهارة . 
وقال ابن زيد    : معناه الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء [ أمثال عبد الله بن أبي  والشاكين في الدين ] ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء . يريد عائشة  طيبها الله لرسوله الطيب - صلى الله عليه وسلم - .   [ ص: 29 ] 
( أولئك مبرءون    ) يعني : عائشة  وصفوان  ذكرهما بلفظ الجمع كقوله تعالى : " فإن كان له إخوة    " ( النساء - 11 ) أي : إخوان . وقيل : " أولئك مبرؤون " يعني الطيبين والطيبات منزهون ، ( مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم    ) فالمغفرة هي العفو عن الذنوب ، والرزق الكريم : الجنة . 
وروي أن عائشة  كانت تفتخر بأشياء أعطيتها لم تعطها امرأة غيرها ، منها أن جبريل  أتى بصورتها في سرقة من حرير ، وقال هذه زوجتك . وروي أنه أتى بصورتها في راحته وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج بكرا غيرها ، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه في حجرها ، ودفن في بيتها ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معها في لحافه ، ونزلت براءتها من السماء ، وأنها ابنة خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصديقه ، وخلقت طيبة ، ووعدت مغفرة ورزقا كريما   . 
وكان مسروق  إذا روى عن عائشة  يقول : حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله    - صلى الله عليه وسلم - المبرأة من السماء   . 
				
						
						
