[ ص: 31 ]   ( فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم    ( 28 ) ) 
قوله - عز وجل - : ( فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها     ) أي : إن لم تجدوا في البيوت أحدا يأذن لكم في دخولها فلا تدخلوها ، ( حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا    ) يعني : إذا كان في البيت قوم فقالوا : ارجع فليرجع ولا يقف على الباب ملازما ، ( هو أزكى لكم    ) يعني : الرجوع أطهر وأصلح لكم ، قال قتادة    : إذا لم يؤذن له فلا يقعد على الباب فإن للناس حاجات ، وإذا حضر ولم يستأذن وقعد على الباب منتظرا جاز . 
وكان ابن عباس  يأتي باب الأنصار  لطلب الحديث فيقعد على الباب حتى يخرج ، ولا يستأذن ، فيخرج الرجل ويقول : يا ابن عم رسول الله لو أخبرتني ، فيقول : هكذا أمرنا أن نطلب العلم وإذا وقف فلا ينظر من شق الباب إذا كان الباب مردودا : أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ،  أخبرنا  أبو الحسين بن بشران ،  أخبرنا  إسماعيل بن محمد الصفار ،  أخبرنا أحمد بن منصور ،  أخبرنا عبد الرزاق ،  أخبرنا معمر  عن الزهري ،  عن  سهل بن سعد الساعدي  أن رجلا اطلع على النبي - صلى الله عليه وسلم - من ستر الحجرة وفي يد النبي - صلى الله عليه وسلم - مدرى ، فقال : " لو علمت أن هذا ينظرني حتى آتيه لطعنت بالمدرى في عينيه ، وهل جعل الاستئذان إلا من أجل البصر "   . 
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب ،  أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ،  أخبرنا أبو العباس الأصم ،  أخبرنا الربيع ،  أخبرنا  الشافعي ،  أخبرنا سفيان  عن  أبي الزناد  عن  الأعرج  عن  أبي هريرة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :   " لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته  بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح "   . 
قوله تعالى : ( والله بما تعملون عليم    ) من الدخول بالإذن وغير الإذن . ولما نزلت آية الاستئذان قالوا : كيف بالبيوت التي بين مكة  والمدينة  والشام وعلى ظهر الطريق ،   [ ص: 32 ] ليس فيها ساكن ؟ فأنزل الله - عز وجل - : 
				
						
						
