[ ص: 55 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ( 45 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=46لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ( 46 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ( 47 ) )
قوله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28995_31742والله خلق كل دابة ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، " خالق كل " بالإضافة ، وقرأ الآخرون " خلق كل " على الفعل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45من ماء ) يعني : من نطفة ، وأراد به كل حيوان يشاهد في الدنيا ، ولا يدخل فيه الملائكة ولا الجن ، لأنا لا نشاهدهم . وقيل :
nindex.php?page=treesubj&link=31808_31742_31744أصل جميع الخلق من الماء ، وذلك أن الله تعالى خلق ماء ثم جعل بعضه ريحا فخلق منها الملائكة ، وبعضه نارا فخلق منها الجن ، وبعضها طينا فخلق منها
آدم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45فمنهم من يمشي على بطنه ) كالحيات والحيتان والديدان ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45ومنهم من يمشي على رجلين ) مثل بني
آدم والطير ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45ومنهم من يمشي على أربع ) كالبهائم والسباع ، ولم يذكر من يمشي على أكثر من أربع مثل حشرات الأرض ، لأنها في الصورة كالتي يمشي على الأربع ، وإنما قال : " من يمشي " و " من " إنما تستعمل فيمن يعقل دون من لا يعقل من الحيات والبهائم ، لأنه ذكر كل دابة ، فدخل فيه الناس وغيرهم ، وإذا جمع اللفظ من يعقل ومن لا يعقل تجعل الغلبة لمن يعقل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ) ( لقد أنزلنا ) إليك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=46آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ) يعني : المنافقين يقولونه ، ( ثم يتولى ) يعرض عن طاعة الله ورسوله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47فريق منهم من بعد ذلك ) ، ، أي : من بعد قولهم : آمنا
nindex.php?page=treesubj&link=30563ويدعو إلى غير حكم الله . قال الله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47وما أولئك بالمؤمنين ) نزلت هذه الآية في
بشر المنافق ، كانت بينه وبين رجل من
اليهود خصومة في أرض ، فقال اليهودي : نتحاكم إلى
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وقال المنافق نتحاكم إلى
كعب بن الأشرف ، فإن
محمدا يحيف علينا ، فأنزل الله هذه الآية
[ ص: 55 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 45 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=46لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 46 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ( 47 ) )
قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28995_31742وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ ) قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ، " خَالِقُ كُلِّ " بِالْإِضَافَةِ ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ " خَلَقَ كُلَّ " عَلَى الْفِعْلِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45مِنْ مَاءٍ ) يَعْنِي : مِنْ نُطْفَةٍ ، وَأَرَادَ بِهِ كُلَّ حَيَوَانٍ يُشَاهَدُ فِي الدُّنْيَا ، وَلَا يَدْخُلُ فِيهِ الْمَلَائِكَةُ وَلَا الْجِنُّ ، لِأَنَّا لَا نُشَاهِدُهُمْ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31808_31742_31744أَصْلُ جَمِيعِ الْخَلْقِ مِنَ الْمَاءِ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ مَاءً ثُمَّ جَعَلَ بَعْضَهُ رِيحًا فَخَلَقَ مِنْهَا الْمَلَائِكَةَ ، وَبَعْضَهُ نَارًا فَخَلَقَ مِنْهَا الْجِنَّ ، وَبَعْضَهَا طِينًا فَخَلَقَ مِنْهَا
آدَمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ) كَالْحَيَّاتِ وَالْحِيتَانِ وَالدِّيدَانِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ) مِثْلُ بَنِي
آدَمَ وَالطَّيْرِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ) كَالْبَهَائِمِ وَالسِّبَاعِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ مِثْلَ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ ، لِأَنَّهَا فِي الصُّورَةِ كَالَّتِي يَمْشِي عَلَى الْأَرْبَعِ ، وَإِنَّمَا قَالَ : " مَنْ يَمْشِي " وَ " مَنْ " إِنَّمَا تُسْتَعْمَلُ فِيمَنْ يَعْقِلُ دُونَ مَنْ لَا يَعْقِلُ مِنَ الْحَيَّاتِ وَالْبَهَائِمِ ، لِأَنَّهُ ذَكَرَ كُلَّ دَابَّةٍ ، فَدَخْلَ فِيهِ النَّاسُ وَغَيْرُهُمْ ، وَإِذَا جَمَعَ اللَّفْظُ مَنْ يَعْقِلُ وَمَنْ لَا يَعْقِلُ تُجْعَلُ الْغَلَبَةُ لِمَنْ يَعْقِلُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا ) إِلَيْكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=46آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ) يَعْنِي : الْمُنَافِقِينَ يَقُولُونَهُ ، ( ثُمَّ يَتَوَلَّى ) يُعْرِضُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ) ، ، أَيْ : مِنْ بَعْدِ قَوْلِهِمْ : آمَنَّا
nindex.php?page=treesubj&link=30563وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِ حُكْمِ اللَّهِ . قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
بِشْرٍ الْمُنَافِقِ ، كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ
الْيَهُودِ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : نَتَحَاكَمُ إِلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَقَالَ الْمُنَافِقُ نَتَحَاكَمُ إِلَى
كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ ، فَإِنَّ
مُحَمَّدًا يَحِيفُ عَلَيْنَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ