(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون ( 82 ) )
nindex.php?page=treesubj&link=28999 ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس ) صار أولئك الذين تمنوا ما رزقه الله من المال والزينة يتندمون على ذلك التمني ، والعرب تعبر عن الصيرورة بأضحى وأمسى وأصبح ، تقول : أصبح فلان عالما ، وأضحى معدما ، وأمسى حزينا (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82يقولون ويكأن الله ) اختلفوا في معنى هذه اللفظة ، قال
مجاهد : ألم تعلم ، وقال
قتادة : ألم تر . قال
الفراء : هي كلمة تقرير كقول الرجل : أما ترى إلى صنع الله وإحسانه . وذكر أنه أخبره من سمع أعرابية تقول لزوجها : أين ابنك ؟ فقال : ويكأنه وراء البيت ، يعني : أما ترينه وراء البيت . وعن
الحسن : أنه كلمة ابتداء ، تقديره : أن الله يبسط الرزق . وقيل : هو تنبيه بمنزلة ألا وقال قطرب : " ويك " بمعنى ويلك ، حذفت منه اللام ، كما قال عنترة :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قول الفوارس ويك عنتر أقدم
[ ص: 226 ] أي : ويلك ، و " أن " منصوب بإضمار اعلم أن الله ، وقال
الخليل : " وي " مفصولة من " كأن " ومعناها التعجب ، كما تقول : وي لم فعلت ذلك! وذلك أن القوم تندموا فقالوا : وي! متندمين على ما سلف منهم وكأن معناه أظن ذلك وأقدره ، كما تقول كأن : الفرج قد أتاك أي أظن ذلك وأقدره (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) أي : يوسع ويضيق (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82لولا أن من الله علينا لخسف بنا ) قرأ حفص ، ويعقوب : بفتح الخاء والسين ، وقرأ العامة بضم الخاء وكسر السين (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82ويكأنه لا يفلح الكافرون )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ( 82 ) )
nindex.php?page=treesubj&link=28999 ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ ) صَارَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَا رَزَقَهُ اللَّهُ مِنَ الْمَالِ وَالزِّينَةِ يَتَنَدَّمُونَ عَلَى ذَلِكَ التَّمَنِّي ، وَالْعَرَبُ تُعَبِّرُ عَنِ الصَّيْرُورَةِ بِأَضْحَى وَأَمْسَى وَأَصْبَحَ ، تَقُولُ : أَصْبَحَ فُلَانٌ عَالَمًا ، وَأَضْحَى مُعْدِمًا ، وَأَمْسَى حَزِينًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ ) اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : أَلَمْ تَعْلَمْ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : أَلَمْ تَرَ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : هِيَ كَلِمَةُ تَقْرِيرٍ كَقَوْلِ الرَّجُلِ : أَمَا تَرَى إِلَى صُنْعِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ . وَذَكَرَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعِ أَعْرَابِيَّةً تَقُولُ لِزَوْجِهَا : أَيْنَ ابْنُكَ ؟ فَقَالَ : وَيْكَأَنَّهُ وَرَاءَ الْبَيْتِ ، يَعْنِي : أَمَا تَرَيْنَهُ وَرَاءَ الْبَيْتِ . وَعَنِ
الْحَسَنِ : أَنَّهُ كَلِمَةُ ابْتِدَاءٍ ، تَقْدِيرُهُ : أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ . وَقِيلَ : هُوَ تَنْبِيهٌ بِمَنْزِلَةِ أَلَا وَقَالَ قُطْرُبٌ : " وَيْكَ " بِمَعْنَى وَيْلَكَ ، حُذِفَتْ مِنْهُ اللَّامُ ، كَمَا قَالَ عَنْتَرَةُ :
وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سَقَمَهَا قَوْلُ الْفَوَارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
[ ص: 226 ] أَيْ : وَيْلُكَ ، وَ " أَنَّ " مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ ، وَقَالَ
الْخَلِيلُ : " وَيْ " مَفْصُولَةٌ مِنْ " كَأَنَّ " وَمَعْنَاهَا التَّعَجُّبُ ، كَمَا تَقُولُ : وَيْ لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ! وَذَلِكَ أَنَّ الْقَوْمَ تَنَدَّمُوا فَقَالُوا : وَيْ! مُتَنَدِّمِينَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ وَكَأَنَّ مَعْنَاهُ أَظُنُّ ذَلِكَ وَأُقَدِّرُهُ ، كَمَا تَقُولُ كَأَنَّ : الْفَرَجَ قَدْ أَتَاكَ أَيْ أَظُنُّ ذَلِكَ وَأُقَدِّرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ) أَيْ : يُوَسِّعُ وَيُضَيِّقُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ) قَرَأَ حَفْصٌ ، وَيَعْقُوبُ : بِفَتْحِ الْخَاءِ وَالسِّينِ ، وَقَرَأَ الْعَامَّةُ بِضَمِّ الْخَاءِ وَكَسْرِ السِّينِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )