( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله  وأولئك هم أولو الألباب    ( 18 ) أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار    ( 19 ) لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد    ( 20 ) ) 
( الذين يستمعون القول    ) القرآن ،   [ ص: 113 ]   ( فيتبعون أحسنه    ) قال  السدي    : أحسن ما يؤمرون فيعملون به . وقيل : هو أن الله تعالى ذكر في القرآن الانتصار من الظالم وذكر العفو ، والعفو أحسن الأمرين . وقيل : ذكر العزائم والرخص فيتبعون الأحسن وهو العزائم . وقيل : يستمعون القرآن وغير القرآن فيتبعون القرآن . 
وقال عطاء  عن ابن عباس    : آمن أبو بكر  بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءه عثمان  ،  وعبد الرحمن بن عوف  ، وطلحة  ، والزبير  ،  وسعد بن أبي وقاص  ،  وسعيد بن زيد  ، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا ، فنزلت فيهم : " فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه    " وكله حسن . )   ( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب    ) . 
وقال ابن زيد    : نزلت " والذين اجتنبوا الطاغوت    " الآيتان ، في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله : زيد بن عمرو بن نفيل  ،  وأبي ذر الغفاري  ،  وسلمان الفارسي    . والأحسن : قول لا إله إلا الله . 
( أفمن حق عليه كلمة العذاب    ) قال ابن عباس    - رضي الله عنهما - : من سبق في علم الله أنه من أهل النار . وقيل : كلمة العذاب قوله : " لأملأن جهنم " ، وقيل : قوله : " هؤلاء في النار ولا أبالي " . ( أفأنت تنقذ من في النار    ) أي : لا تقدر عليه . قال ابن عباس    : يريد أبا لهب  وولده . 
( لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية    ) أي : منازل في الجنة رفيعة ، وفوقها منازل أرفع منها ، ( تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد    ) أي : وعدهم الله تلك الغرف والمنازل وعدا لا يخلفه .   [ ص: 114 ] 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثني عبد العزيز بن عبد الله  ، حدثني مالك  عن صفوان بن سليم  ، عن  عطاء بن يسار  ، عن  أبي سعيد الخدري  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :   " إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم " ، قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : " بلى - والذي نفسي بيده - رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					