[ ص: 117 ]   ( أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة  وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون    ( 24 ) كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون    ( 25 ) فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون    ( 26 ) ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون    ( 27 ) قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون    ( 28 ) ) 
) ( أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب    ) أي : شدته ، ( يوم القيامة    ) قال مجاهد    : يجر على وجهه في النار . وقال عطاء    : يرمى به في النار منكوسا فأول شيء منه تمسه النار وجهه . قال مقاتل    : هو أن الكافر يرمى به في النار مغلولة يداه إلى عنقه ، وفي عنقه صخرة مثل جبل عظيم من الكبريت ، فتشتعل النار في الحجر ، وهو معلق في عنقه فخر ووهجها على وجهه لا يطيق دفعها عن وجهه ؛ للأغلال التي في عنقه ويده . 
ومجاز الآية : أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن هو آمن من العذاب ؟ . 
) ( وقيل ) يعني : تقول الخزنة ، ( للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون    ) أي : وباله . 
( كذب الذين من قبلهم    ) من قبل كفار مكة  كذبوا الرسل ، ( فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون    ) يعني : وهم آمنون غافلون من العذاب . 
( فأذاقهم الله الخزي    ) العذاب والهوان ، ( في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون    ) . 
( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون    ) يتعظون . 
) ( قرآنا عربيا ) نصب على الحال ، ( غير ذي عوج    ) قال ابن عباس    : غير مختلف . قال مجاهد    : غير ذي لبس . قال  السدي    : غير مخلوق . ويروى ذلك عن مالك بن أنس  ، وحكي عن سفيان بن عيينة  عن سبعين من التابعين أن القرآن ليس بخالق ولا مخلوق ( لعلهم يتقون    ) الكفر والتكذيب به . 
				
						
						
