(   ( أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون     ( 42 ) فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم    ( 43 ) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون    ( 44 ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون    ( 45 ) ) 
( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم    ) . 
( وإنه    ) يعني القرآن ( لذكر لك    ) لشرف لك ( ولقومك    ) من قريش  ، نظيره : " لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم " ( الأنبياء 10 ) ، أي شرفكم ( وسوف تسألون    ) عن حقه وأداء شكره ، روى الضحاك  عن ابن عباس  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سئل لمن هذا الأمر بعدك ؟ لم يخبر بشيء حتى نزلت هذه الآية ، فكان بعد ذلك إذا سئل لمن هذا ؟ قال : لقريش    . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا عبد الرحمن بن شريح  ، أخبرنا أبو القاسم البغوي  ، حدثنا علي بن الجعد  ، أخبرنا  عاصم بن محمد بن زيد  ، عن أبيه ، عن ابن عمر  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يزال هذا الأمر في قريش  ما بقي اثنان "   . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا أبو اليمان  ، أخبرنا شعيب  عن الزهري  قال : كان محمد بن جبير بن مطعم  يحدث عن معاوية  قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين "   . 
وقال مجاهد    : القوم هم العرب ، فالقرآن لهم شرف إذ نزل بلغتهم ، ثم يختص بذلك الشرف الأخص فالأخص من العرب ، حتى يكون [ الأكثر لقريش  ولبني هاشم    . 
وقيل : " ذكر ذلك " : شرف لك بما أعطاك من الحكمة ، " ولقومك " المؤمنين بما   [ ص: 216 ] هداهم ] الله به ، وسوف تسألون  عن القرآن وعما يلزمكم من القيام بحقه . 
قوله - عز وجل - : (   ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون     ) اختلفوا في هؤلاء المسئولين : 
قال عطاء  عن ابن عباس    : لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بعث الله له آدم وولده من المرسلين ، فأذن جبريل  ثم أقام ، وقال : يا محمد  تقدم فصل بهم ، فلما فرغ من الصلاة قال له جبريل    : سل يا محمد    " من أرسلنا قبلك من رسلنا " ، الآية ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا أسأل فقد اكتفيت " ، وهذا قول الزهري   وسعيد بن جبير  وابن زيد  ، قالوا : جمع الله له المرسلين ليلة أسري به وأمره أن يسألهم فلم يشك ولم يسأل   . 
وقال أكثر المفسرين : سل مؤمني أهل الكتاب الذين أرسلت إليهم الأنبياء هل جاءتهم الرسل إلا بالتوحيد ؟ وهو قول ابن عباس  في سائر الروايات ، ومجاهد  وقتادة  والضحاك   والسدي  والحسن  والمقاتليين . يدل عليه قراءة عبد الله  وأبي    : " واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا " ، ومعنى الأمر بالسؤال التقرير لمشركي قريش  أنه لم يأت رسول ولا كتاب بعبادة غير الله - عز وجل - . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					