( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير    ( 10 ) ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم    ( 11 ) وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين    ( 12 ) الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون    ( 13 ) ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم    ( 14 ) ) 
( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير     ) 
( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله    ) [ بإرادته وقضائه ] ( ومن يؤمن بالله    ) فيصدق أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله ( يهد قلبه    ) يوفقه لليقين حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه فيسلم [ لقضائه ] ( والله بكل شيء عليم    ) . 
( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين    ) 
( الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون    ) . قوله - عز وجل - : ( ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم    ) قال ابن عباس    : هؤلاء رجال من أهل مكة   أسلموا وأرادوا أن يهاجروا إلى المدينة ، فمنعهم أزواجهم وأولادهم ، وقالوا : صبرنا على إسلامكم فلا نصبر على فراقكم فأطاعوهم وتركوا الهجرة [ فقال تعالى : ( فاحذروهم    ) أن تطيعوهم وتدعوا الهجرة ] .   [ ص: 143 ] 
( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم    ) هذا فيمن أقام على الأهل والولد ولم يهاجر ، فإذا هاجر رأى الذين سبقوه بالهجرة قد فقهوا في الدين هم أن يعاقب زوجه وولده الذين ثبطوا عن الهجرة ، وإن لحقوا به في دار الهجرة لم ينفق عليهم ولم يصبهم بخير ، فأمرهم الله تعالى بالعفو عنهم والصفح . 
وقال  عطاء بن يسار    : نزلت في  عوف بن مالك الأشجعي    : كان ذا أهل وولد ، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه ، وقالوا : إلى من تدعنا ؟ فيرق لهم ويقيم فأنزل الله : " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم " بحملهم إياكم على ترك الطاعة ، فاحذروهم أن تقبلوا منهم . 
( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا    ) فلا تعاقبوهم على خلافهم إياكم فالله غفور رحيم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					