[ ص: 173 ]  [ ص: 174 ]  [ ص: 175 ] سورة الملك 
مكية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير    ( 1 ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور    ( 2 ) ) 
( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة     ) قال عطاء  عن ابن عباس    : يريد الموت في الدنيا والحياة في الآخرة . 
وقال قتادة    : أراد موت الإنسان وحياته في الدنيا جعل الله الدنيا دار حياة وفناء ، وجعل الآخرة دار جزاء وبقاء . 
قيل إنما قدم الموت لأنه إلى القهر أقرب : وقيل : قدمه لأنه أقدم لأن الأشياء في الابتداء كانت في حكم الموت كالنطفة والتراب ونحوهما ثم اعترضت عليها الحياة . 
وقال ابن عباس    : خلق الموت على صورة كبش أملح لا يمر بشيء ولا يجد ريحه شيء إلا مات وخلق الحياة على صورة فرس بلقاء [ أنثى ] وهي التي كان جبريل  والأنبياء يركبونها لا تمر بشيء ولا يجد ريحها شيء إلا حيي ، وهي التي أخذ السامري  قبضة من أثرها فألقى على العجل فحيي   . 
( ليبلوكم ) فيما بين [ الحياة إلى الموت ] ( أيكم أحسن عملا ) روي عن ابن عمر   [ ص: 176 ] مرفوعا : " أحسن عملا " أحسن عقلا وأورع عن محارم الله ، وأسرع في طاعة الله 
وقال  فضيل بن عياض    " أحسن عملا " أخلصه وأصوبه . وقال : العمل لا يقبل حتى يكون خالصا صوابا ، الخالص : إذا كان لله ، والصواب : إذا كان على السنة   . 
وقال الحسن    : أيكم أزهد في الدنيا وأترك لها . 
وقال الفراء    : لم يوقع البلوى على " أي " [ إلا ] وبينهما إضمار كما تقول بلوتكم لأنظر أيكم أطوع . ومثله : " سلهم أيهم بذلك زعيم " ( القلم - 40 ) أي : سلهم وانظر أيهم ف " أي " : رفع على الابتداء " وأحسن " خبره ( وهو العزيز ) في انتقامه ممن عصاه ( الغفور ) لمن تاب إليه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					