[ ص: 296 ] ( متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ( 13 ) ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ( 14 ) ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا ( 15 ) قواريرا من فضة قدروها تقديرا ( 16 ) ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ( 17 ) عينا فيها تسمى سلسبيلا ( 18 ) )
( متكئين ) نصب على الحال ( فيها ) في الجنة ( على الأرائك ) السرر في الحجال ، ولا تكون أريكة إلا إذا اجتمعا ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) أي [ صيفا ] ولا شتاء . قال مقاتل : يعني شمسا يؤذيهم حرها ولا زمهريرا يؤذيهم برده ؛ لأنهما يؤذيان في الدنيا . والزمهرير : البرد الشديد . ( ودانية عليهم ظلالها ) أي قريبة منهم ظلال أشجارها ، ونصب " دانية " بالعطف على قوله " متكئين " وقيل : على موضع قوله : " لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " ويرون " دانية " وقيل : على المدح ( وذللت ) سخرت وقربت ( قطوفها ) ثمارها ( تذليلا ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا ) يأكلون من ثمارها قياما وقعودا ومضطجعين ويتناولونها كيف شاءوا على أي حال كانوا . ( قواريرا من فضة ) قال المفسرون : أراد بياض الفضة في صفاء القوارير ، فهي من فضة في صفاء الزجاج ، يرى ما في داخلها من خارجها .
قال الكلبي : إن الله جعل قوارير كل قوم من تراب أرضهم ، وإن من فضة ، فجعل منها قوارير يشربون فيها ( أرض الجنة قدروها تقديرا ) قدروا الكأس على قدر ريهم لا يزيد ولا ينقص ، أي قدرها لهم السقاة والخدم الذين يطوفون عليهم يقدرونها ثم يسقون . ( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ) يشوق ويطرب ، والزنجبيل : مما كانت العرب تستطيبه جدا ، فوعدهم الله تعالى أنهم يسقون في الجنة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنة . قال مقاتل : لا يشبه زنجبيل الدنيا . قال ابن عباس : كل وسماه ليس له في الدنيا مثل . وقيل : هو عين في الجنة يوجد منها طعم الزنجبيل . قال ما ذكر الله في القرآن مما في الجنة قتادة : يشربها المقربون صرفا ، ويمزج لسائر أهل الجنة . ( عينا فيها تسمى سلسبيلا ) قال قتادة : سلسة منقادة لهم يصرفونها حيث شاءوا . وقال [ ص: 297 ] مجاهد : حديدة [ شديدة ] الجرية . وقال [ أبو العالية ] : سميت سلسبيلا ؛ لأنها تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنان ، وشراب الجنة على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك . قال ومقاتل بن حيان الزجاج : سميت سلسبيلا ؛ لأنها في غاية السلاسة تتسلسل في الحلق ، ومعنى قوله : " تسمى " أي توصف ؛ لأن أكثر العلماء على أن سلسبيلا صفة لا اسم .