(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=56فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=57وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=58ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=60الحق من ربك فلا تكن من الممترين ( 60 ) )
(
nindex.php?page=treesubj&link=28974_30539nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=56فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا ) بالقتل والسبي والجزية والذلة ( والآخرة ) أي وفي الآخرة بالنار ( وما لهم من ناصرين )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=57وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ) قرأ
الحسن وحفص بالياء ، والباقون بالنون أي نوفي أجور أعمالهم ( والله لا يحب الظالمين ) أي لا يرحم الكافرين ولا يثني عليهم بالجميل
قوله تعالى : ( ذلك ) أي هذا الذي ذكرته لك من الخبر عن
عيسى ومريم والحواريين (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=58نتلوه عليك ) [ نخبرك به بتلاوة
جبريل عليك ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=58من الآيات والذكر الحكيم ) يعني القرآن والذكر ذي الحكمة ، وقال
مقاتل : الذكر الحكيم أي المحكم الممنوع من الباطل وقيل : الذكر الحكيم هو اللوح المحفوظ ، وهو معلق بالعرش من درة بيضاء وقيل من الآيات أي العلامات الدالة على نبوتك لأنها أخبار لا يعلمها إلا قارئ كتاب أو من يوحى إليه وأنت أمي لا تقرأ .
قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28974_29392_28861 ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ) الآية نزلت في وفد نجران وذلك أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك تشتم صاحبنا؟ قال : وما أقول قالوا : تقول إنه عبد الله قال : أجل هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول فغضبوا وقالوا هل رأيت إنسانا قط من غير أب؟ فأنزل الله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إن مثل عيسى عند الله ) في كونه خلقه من غير أب كمثل
آدم لأنه خلق من غير أب وأم (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59خلقه من تراب ثم قال له ) يعني
لعيسى عليه السلام ( كن فيكون ) يعني فكان فإن قيل ما معنى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) ولا تكوين بعد الخلق؟ قيل معناه ثم خلقه ثم أخبركم أني قلت له : كن فكان من غير ترتيب في الخلق كما يكون في الولادة وهو مثل قول الرجل : أعطيتك اليوم درهما ثم أعطيتك أمس درهما أي ثم أخبرك أني أعطيتك أمس درهما وفيما سبق من التمثيل دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=21709جواز القياس لأن القياس هو رد فرع إلى أصل بنوع شبه وقد رد الله تعالى خلق
عيسى إلى
آدم عليهم السلام بنوع شبه
[ ص: 48 ]
قوله تعالى : ( الحق من ربك ) أي هو الحق وقيل جاءك الحق من ربك ( فلا تكونن من الممترين ) الشاكين ، الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=56فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=57وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=58ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=60الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( 60 ) )
(
nindex.php?page=treesubj&link=28974_30539nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=56فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا ) بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ وَالْجِزْيَةِ وَالذِّلَّةِ ( وَالْآخِرَةِ ) أَيْ وَفِي الْآخِرَةِ بِالنَّارِ ( وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=57وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ) قَرَأَ
الْحَسَنُ وَحَفْصٌ بِالْيَاءِ ، وَالْبَاقُونَ بِالنُّونِ أَيْ نُوَفِّي أُجُورَ أَعْمَالِهِمْ ( وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) أَيْ لَا يَرْحَمُ الْكَافِرِينَ وَلَا يُثْنِي عَلَيْهِمْ بِالْجَمِيلِ
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( ذَلِكَ ) أَيْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكَ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ
عِيسَى وَمَرْيَمَ وَالْحَوَارِيِّينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=58نَتْلُوهُ عَلَيْكَ ) [ نُخْبِرُكَ بِهِ بِتِلَاوَةِ
جِبْرِيلَ عَلَيْكَ ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=58مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ) يَعْنِي الْقُرْآنَ وَالذِّكْرَ ذِي الْحِكْمَةِ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : الذِّكْرُ الْحَكِيمُ أَيِ الْمُحْكَمُ الْمَمْنُوعُ مِنَ الْبَاطِلِ وَقِيلَ : الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ بِالْعَرْشِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ وَقِيلَ مِنَ الْآيَاتِ أَيِ الْعَلَامَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى نُبُوَّتِكَ لِأَنَّهَا أَخْبَارٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا قَارِئُ كِتَابٍ أَوْ مَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَأَنْتَ أُمِّيٌّ لَا تَقْرَأُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28974_29392_28861 ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي وَفْدِ نَجْرَانَ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَكَ تَشْتُمُ صَاحِبَنَا؟ قَالَ : وَمَا أَقُولُ قَالُوا : تَقُولُ إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَجَلْ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ فَغَضِبُوا وَقَالُوا هَلْ رَأَيْتَ إِنْسَانًا قَطُّ مِنْ غَيْرِ أَبٍ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ ) فِي كَوْنِهِ خَلَقَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ كَمَثَلِ
آدَمَ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَأُمٍّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ ) يَعْنِي
لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ( كُنْ فَيَكُونُ ) يَعْنِي فَكَانَ فَإِنْ قِيلَ مَا مَعْنَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) وَلَا تَكْوِينَ بَعْدَ الْخَلْقِ؟ قِيلَ مَعْنَاهُ ثُمَّ خَلَقَهُ ثُمَّ أَخْبَرَكُمْ أَنِّي قُلْتُ لَهُ : كُنْ فَكَانَ مِنْ غَيْرِ تَرْتِيبٍ فِي الْخَلْقِ كَمَا يَكُونُ فِي الْوِلَادَةِ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِ الرَّجُلِ : أَعْطَيْتُكَ الْيَوْمَ دِرْهَمًا ثُمَّ أَعْطَيْتُكَ أَمْسِ دِرْهَمًا أَيْ ثُمَّ أُخْبِرُكَ أَنِّي أَعْطَيْتُكَ أَمْسِ دِرْهَمًا وَفِيمَا سَبَقَ مِنَ التَّمْثِيلِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=21709جَوَازِ الْقِيَاسِ لِأَنَّ الْقِيَاسَ هُوَ رَدُّ فَرْعٍ إِلَى أَصْلٍ بِنَوْعِ شَبَهٍ وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقَ
عِيسَى إِلَى
آدَمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ بِنَوْعِ شَبَهٍ
[ ص: 48 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) أَيْ هُوَ الْحَقُّ وَقِيلَ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ( فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) الشَّاكِّينَ ، الْخِطَابُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَادُ أُمَّتُهُ