[ ص: 305 ] ( وإذا الرسل أقتت ( 11 ) لأي يوم أجلت ( 12 ) ليوم الفصل ( 13 ) وما أدراك ما يوم الفصل ( 14 ) ويل يومئذ للمكذبين ( 15 ) ألم نهلك الأولين ( 16 ) ثم نتبعهم الآخرين ( 17 ) كذلك نفعل بالمجرمين ( 18 ) ويل يومئذ للمكذبين ( 19 ) ألم نخلقكم من ماء مهين ( 20 ) فجعلناه في قرار مكين ( 21 ) إلى قدر معلوم ( 22 ) فقدرنا فنعم القادرون ( 23 ) ويل يومئذ للمكذبين ( 24 ) ألم نجعل الأرض كفاتا ( 25 ) )
( وإذا الرسل أقتت ) قرأ أهل البصرة " وقتت " بالواو ، وقرأ أبو جعفر بالواو وتخفيف القاف ، وقرأ الآخرون بالألف وتشديد القاف ، وهما لغتان . والعرب تعاقب بين الواو والهمزة كقولهم : وكدت وأكدت ، وورخت وأرخت ، ومعناهما : جمعت لميقات يوم معلوم ، وهو يوم القيامة ليشهدوا على الأمم . ( لأي يوم أجلت ) أي أخرت ، وضرب الأجل لجمعهم فعجب العباد من ذلك اليوم ، ثم بين فقال ( ليوم الفصل ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : يوم يفصل الرحمن - عز وجل - بين الخلائق . ( وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئذ للمكذبين ألم نهلك الأولين ) يعني الأمم الماضية بالعذاب ، في الدنيا حين كذبوا رسلهم . ( ثم نتبعهم الآخرين ) السالكين سبيلهم في الكفر والتكذيب يعني كفار مكة بتكذيبهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - . ( كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين ألم نخلقكم من ماء مهين ) يعني النطفة . ( فجعلناه في قرار مكين ) يعني الرحم . ( إلى قدر معلوم ) وهو وقت الولادة . ( فقدرنا ) قرأ أهل المدينة : " فقدرنا " بالتشديد من التقدير ، وقرأ الآخرون بالتخفيف من القدرة ؛ لقوله : " والكسائي فنعم القادرون " وقيل : معناهما واحد . وقوله : ( فنعم القادرون ) أي المقدرون . ( ويل يومئذ للمكذبين ألم نجعل الأرض كفاتا ) وعاء ، ومعنى الكفت : الضم والجمع ، [ ص: 306 ] يقال : كفت الشيء : إذا ضمه وجمعه . وقال الفراء : يريد تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم ، وتكفتهم أمواتا في بطنها ، أي : تحوزهم .