[ ص: 153 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193nindex.php?page=treesubj&link=30527_28974ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ( 193 ) nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ( 194 ) )

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ( 195 ) )

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا إننا سمعنا مناديا ) يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم قاله ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهما ، وأكثر الناس ، وقال القرظي : يعني القرآن فليس كل أحد يلقى النبي صلى الله عليه وسلم ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ينادي للإيمان ) أي إلى الإيمان ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ) أي : في جملة الأبرار .

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194nindex.php?page=treesubj&link=28861_28974ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ) أي : على ألسنة رسلك ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ولا تخزنا ) ولا تعذبنا ولا تهلكنا ولا تفضحنا ولا تهنا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد )

فإن قيل : ما وجه قولهم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ) وقد علموا أن الله لا يخلف الميعاد؟ قيل : لفظه دعاء ومعناه خبر أي : لتؤتينا ما وعدتنا على رسلك تقديره : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ولا تخزنا يوم القيامة ) لتؤتينا ما وعدتنا على رسلك من الفضل والرحمة وقيل : معناه ربنا واجعلنا ممن يستحقون ثوابك وتؤتيهم ما وعدتهم على ألسنة رسلك لأنهم لم يتيقنوا استحقاقهم لتلك الكرامة فسألوه أن يجعلهم مستحقين لها ، وقيل : إنما سألوه تعجيل ما وعدهم من النصر على الأعداء ، قالوا : قد علمنا أنك لا تخلف ولكن لا صبر لنا على حلمك فعجل خزيهم وانصرنا عليهم .

قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فاستجاب لهم ربهم أني ) أي : بأني ، ( لا أضيع ) لا أحبط ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195عمل عامل منكم ) أيها المؤمنون ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195من ذكر أو أنثى ) قال مجاهد : nindex.php?page=hadith&LINKID=814323قالت أم سلمة يا رسول الله إني أسمع الله يذكر [ ص: 154 ] الرجال في الهجرة ولا يذكر النساء فأنزل الله تعالى هذه الآية ( بعضكم من بعض ) قال الكلبي : في الدين والنصرة والموالاة ، وقيل : كلكم من آدم وحواء ، وقال الضحاك : رجالكم شكل نسائكم ونساؤكم شكل رجالكم في الطاعة ، كما قال : " nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " ( التوبة - 71 ) .

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195nindex.php?page=treesubj&link=24637_26066_28974فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي ) أي : في طاعتي وديني ، وهم المهاجرون الذين أخرجهم المشركون من مكة ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وقاتلوا وقتلوا ) قرأ ابن عامر وابن كثير " وقتلوا " بالتشديد وقال الحسن : يعني أنهم قطعوا في المعركة ، والآخرون بالتخفيف وقرأ أكثر القراء : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وقاتلوا وقتلوا ) يريد أنهم قاتلوا العدو ثم أنهم قتلوا وقرأ حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( وقتلوا وقاتلوا ) وله وجهان أحدهما : معناه وقاتل من بقي منهم ، ومعنى قوله ( وقتلوا ) أي : قتل بعضهم تقول العرب قتلنا بني فلان وإنما قتلوا بعضهم والوجه الآخر ( وقتلوا ) وقد قاتلوا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله ) نصب على القطع قاله الكسائي ، وقال المبرد : مصدر أي : لأثيبنهم ثوابا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195والله عنده حسن الثواب ) .

[ ص: 153 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193nindex.php?page=treesubj&link=30527_28974رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ( 193 ) nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( 194 ) )

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ( 195 ) )

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا ) يَعْنِي : مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ ، وَقَالَ الْقُرَظِيُّ : يَعْنِي الْقُرْآنَ فَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَلْقَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193يُنَادِي لِلْإِيمَانِ ) أَيْ إِلَى الْإِيمَانِ ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ) أَيْ : فِي جُمْلَةِ الْأَبْرَارِ .

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194nindex.php?page=treesubj&link=28861_28974رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ) أَيْ : عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِكَ ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194وَلَا تُخْزِنَا ) وَلَا تُعَذِّبْنَا وَلَا تُهْلِكْنَا وَلَا تَفْضَحْنَا وَلَا تُهِنَّا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ )

فَإِنْ قِيلَ : مَا وَجْهُ قَوْلِهِمْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ) وَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ؟ قِيلَ : لَفْظُهُ دُعَاءٌ وَمَعْنَاهُ خَبَرٌ أَيْ : لِتُؤْتِيَنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ تَقْدِيرُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) لِتُؤْتِيَنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْتَحِقُّونَ ثَوَابَكَ وَتُؤْتِيهِمْ مَا وَعَدْتَهُمْ عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِكَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَيَقَّنُوا اسْتِحْقَاقَهُمْ لِتِلْكَ الْكَرَامَةِ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَجْعَلَهُمْ مُسْتَحِقِّينَ لَهَا ، وَقِيلَ : إِنَّمَا سَأَلُوهُ تَعْجِيلَ مَا وَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ ، قَالُوا : قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكَ لَا تُخْلِفُ وَلَكِنْ لَا صَبْرَ لَنَا عَلَى حِلْمِكَ فَعَجِّلْ خِزْيَهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ .

قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي ) أَيْ : بِأَنِّي ، ( لَا أُضِيعُ ) لَا أُحْبِطُ ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ ) أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ) قَالَ مُجَاهِدٌ : nindex.php?page=hadith&LINKID=814323قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ اللَّهَ يَذْكُرُ [ ص: 154 ] الرِّجَالَ فِي الْهِجْرَةِ وَلَا يَذْكُرُ النِّسَاءَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ ( بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) قَالَ الْكَلْبِيُّ : فِي الدِّينِ وَالنُّصْرَةِ وَالْمُوَالَاةِ ، وَقِيلَ : كُلُّكُمْ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ : رِجَالُكُمْ شَكْلُ نِسَائِكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ شَكْلُ رِجَالِكُمْ فِي الطَّاعَةِ ، كَمَا قَالَ : " nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ " ( التَّوْبَةِ - 71 ) .

( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195nindex.php?page=treesubj&link=24637_26066_28974فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي ) أَيْ : فِي طَاعَتِي وَدِينِي ، وَهُمُ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ مَكَّةَ ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا ) قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ " وَقُتِّلُوا " بِالتَّشْدِيدِ وَقَالَ الْحَسَنُ : يَعْنِي أَنَّهُمْ قُطِّعُوا فِي الْمَعْرَكَةِ ، وَالْآخَرُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَ أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا ) يُرِيدُ أَنَّهُمْ قَاتَلُوا الْعَدُوَّ ثُمَّ أَنَّهُمْ قُتِلُوا وَقَرَأَ حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا ) وَلَهُ وَجْهَانِ أَحَدُهُمَا : مَعْنَاهُ وَقَاتَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ ( وَقُتِلُوا ) أَيْ : قُتِلَ بَعْضُهُمْ تَقُولُ الْعَرَبُ قَتَلْنَا بَنِي فُلَانٍ وَإِنَّمَا قَتَلُوا بَعْضَهُمْ وَالْوَجْهُ الْآخَرُ ( وَقُتِلُوا ) وَقَدْ قَاتَلُوا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) نُصِبَ عَلَى الْقَطْعِ قَالَهُ الْكِسَائِيُّ ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ : مَصْدَرٌ أَيْ : لَأُثِيبَنَّهُمْ ثَوَابًا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) .