[ ص: 140 ] ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم ( 115 ) وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ( 116 ) )
قوله عز وجل ( ) قال ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ابن عباس رضي الله عنهما : خرج نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قبل تحويل القبلة إلى الكعبة ، وأنهم مخطئون في تحريهم فلما قدموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت هذه الآية فأصابهم الضباب وحضرت الصلاة ، فتحروا القبلة وصلوا فلما ذهب الضباب استبان لهم أنهم لم يصيبوا
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : نزلت في . المسافر يصلي التطوع حيث ما توجهت به راحلته
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أنا زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن عن عبد الله بن دينار عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته في السفر حيث ما توجهت به عكرمة : نزلت في قال تحويل القبلة ، أبو العالية : لما صرفت القبلة إلى الكعبة عيرت اليهود المؤمنين وقالوا : ليست لهم قبلة معلومة فتارة يستقبلون هكذا وتارة هكذا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقال مجاهد والحسن : لما نزلت ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) ( 60 - غافر ) قالوا : أين ندعوه فأنزل الله عز وجل ( ولله المشرق والمغرب ) ملكا وخلقا ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) يعني أينما تحولوا وجوهكم فثم أي : هناك ( رحمة ) الله ، قال الكلبي : فثم الله يعلم ويرى والوجه صلة كقوله تعالى : " كل شيء هالك إلا وجهه " ( 88 - القصص ) أي إلا هو ، وقال الحسن ومجاهد وقتادة : فثم قبلة الله ، والوجه والوجهة والجهة القبلة ، وقيل : رضا الله تعالى . ومقاتل بن حيان
( إن الله واسع ) أي غني يعطي من السعة ، قال الفراء : الواسع الجواد الذي يسع عطاؤه كل شيء ، [ ص: 141 ] قال الكلبي : واسع المغفرة ( عليم ) بنياتهم حيثما صلوا ودعوا .
قوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الله ولدا ) قرأ ابن عامر قالوا اتخذ الله بغير واو ، وقرأ الآخرون بالواو [ ] نزلت في وقالوا اتخذ الله ولدا يهود المدينة حيث قالوا : " عزير ابن الله " وفي نصارى نجران حيث قالوا : " المسيح ابن الله " وفي مشركي العرب حيث قالوا : الملائكة بنات الله ( سبحانه ) نزه وعظم نفسه .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا أنا محمد بن إسماعيل أبو اليمان أنا شعيب عن عبد الرحمن بن أبي حسن عن عن نافع بن جبير ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
قوله تعالى ( " قال الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان ، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد ، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا " . بل له ما في السماوات والأرض ) عبيدا وملكا ( كل له قانتون ) قال مجاهد وعطاء : مطيعون وقال والسدي عكرمة ومقاتل : مقرون له بالعبودية ، وقال ابن كيسان : قائمون بالشهادة ، القيام وأصل القنوت واختلفوا في حكم الآية فذهب جماعة إلى أن حكم الآية خاص ، وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أفضل الصلاة طول القنوت " ، مقاتل : هو راجع إلى عزير والمسيح والملائكة ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : هو راجع إلى أهل طاعته دون سائر الناس ، وذهب جماعة إلى أن حكم الآية عام في جميع الخلق ؛ لأن " كل " تقتضي الإحاطة بالشيء بحيث لا يشذ منه شيء ، ثم سلكوا في الكفار طريقين : فقال مجاهد : يسجد ظلالهم لله على كره منهم قال الله تعالى : " وظلالهم بالغدو والآصال " ( 15 - الرعد ) وقال : هذا يوم القيامة دليله [ " السدي وعنت الوجوه للحي القيوم 111 - طه ) وقيل ( قانتون ) مذللون مسخرون لما خلقوا له ] .