(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ( 156 )
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ( 157 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156واكتب لنا ) أوجب لنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156في هذه الدنيا حسنة ) النعمة والعافية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156وفي الآخرة ) أي : وفي الآخرة ( حسنة ) أي المغفرة والجنة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156إنا هدنا إليك ) أي : تبنا إليك ، ( قال ) الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156عذابي أصيب به من أشاء ) من خلقي ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156ورحمتي وسعت كل شيء ) عمت كل شيء ، قال
الحسن وقتادة : وسعت رحمته في الدنيا البر والفاجر ، وهي يوم القيامة للمتقين خاصة . وقال
عطية العوفي : وسعت كل شيء ولكن لا تجب إلا للذين يتقون ، وذلك أن الكافر يرزق ، ويدفع عنه بالمؤمنين لسعة رحمة الله للمؤمنين ، فيعيش فيها ، فإذا صار إلى الآخرة وجبت للمؤمنين خاصة ، كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه .
[ ص: 288 ] قال
ابن عباس - رضي الله عنهما -
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج : لما نزلت : "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156ورحمتي وسعت كل شيء " قال إبليس : أنا من ذلك الشيء ، فقال الله سبحانه وتعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) فتمناها
اليهود والنصارى ، وقالوا : نحن نتقي ونؤمن ، ونؤتي الزكاة ، فجعلها الله لهذه الأمة فقال :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157nindex.php?page=treesubj&link=28978_30589الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ) الآية . قال
نوف البكالي الحميري : لما اختار
موسى قومه سبعين رجلا قال الله تعالى
لموسى : أجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا ، تصلون حيث أدركتكم الصلاة إلا عند مرحاض أو حمام أو قبر ، وأجعل السكينة في قلوبكم ، وأجعلكم تقرأون التوراة عن ظهر قلوبكم ، يقرؤها الرجل والمرأة ، والحر والعبد ، والصغير والكبير ، فقال ذلك
موسى لقومه ، فقالوا : لا نريد أن نصلي إلا في الكنائس ، ولا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا ، ولا نستطيع أن نقرأ التوراة عن ظهور قلوبنا ، ولا نريد أن نقرأها إلا نظرا ، فقال الله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة " إلى قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157أولئك هم المفلحون " ، فجعلها الله لهذه الأمة . فقال
موسى عليه السلام : يا رب اجعلني نبيهم ، فقال : نبيهم منهم ، قال : رب اجعلني منهم فقال : إنك لن تدركهم ، فقال
موسى عليه السلام : يا رب إني أتيتك بوفد
بني إسرائيل فجعلت وفادتنا لغيرنا ، فأنزل الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=159ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) الأعراف - 159 ، فرضي
موسى .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ) وهو
محمد - صلى الله عليه وسلم - . قال
ابن عباس رضي الله عنهما هو نبيكم كان أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814679 " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " وهو منسوب إلى الأم ، أي هو على ما ولدته أمه . وقيل هو منسوب إلى أمته ، أصله أمتي فسقطت التاء في النسبة كما سقطت في المكي والمدني وقيل : هو منسوب إلى أم القرى وهي
مكة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذي يجدونه ) أي : يجدون صفته ونعته ونبوته ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل )
أخبرنا
عبد الواحد المليحي أن
أحمد بن عبد الله النعيمي أنا
محمد بن يوسف حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل حدثنا
محمد بن سنان حدثنا
فليح حدثنا
هلال عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=814680لقيت عبد الله بن [ ص: 289 ] عمرو بن العاص ، فقلت : أخبرني عن nindex.php?page=treesubj&link=30589صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة : قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ، nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=45يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا " .
تابعه
عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن
هلال عن
عطاء عن
ابن سلام أخبرنا الإمام
الحسين بن محمد القاضي أنا
أبو العباس عبد الله بن محمد بن هارون الطيسفوني أنا
أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي أنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام أنا
أبو الحسن أحمد بن سيار القرشي حدثنا
عبد الله بن عثمان عن
أبي حمزة عن
الأعمش عن
أبي صالح عن
عبد الله بن ضمرة عن
كعب - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814681إني أجد في التوراة مكتوبا محمد رسول الله لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ، أمته الحمادون يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل نجد ، يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم ، صفهم في الصلاة وصفهم في القتال سواء ، مناديهم ينادي في جو السماء ، لهم في جوف الليل دوي كدوي النحل ، مولده بمكة ومهاجره بطابة وملكه بالشام .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157يأمرهم بالمعروف ) أي : بالإيمان ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وينهاهم عن المنكر ) أي : عن الشرك ، وقيل : المعروف : الشريعة والسنة ، والمنكر : ما لا يعرف في شريعة ولا سنة . وقال
عطاء : يأمرهم بالمعروف : بخلع الأنداد ، ومكارم الأخلاق ، وصلة الأرحام ، وينهاهم عن المنكر : عن عبادة الأوثان وقطع الأرحام . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157ويحل لهم الطيبات ) يعني : ما كانوا يحرمونه في الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157ويحرم عليهم الخبائث ) يعني : الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، والزنا وغيرها من المحرمات . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157ويضع عنهم إصرهم ) قرأ
ابن عامر " آصارهم " بالجمع . والإصر : كل ما يثقل على الإنسان من قول أو فعل .
قال
ابن عباس والحسن والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ومجاهد : يعني العهد الثقيل كان أخذ على
بني إسرائيل بالعمل بما في التوراة .
[ ص: 290 ]
وقال
قتادة : يعني التشديد الذي كان عليهم في الدين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157والأغلال ) يعني : الأثقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157التي كانت عليهم ) وذلك مثل : قتل الأنفس في التوبة ، وقطع الأعضاء الخاطئة ، وقرض النجاسة عن الثوب بالمقراض ، وتعيين القصاص في القتل وتحريم أخذ الدية ، وترك العمل في السبت ، وأن صلاتهم لا تجوز إلا في الكنائس ، وغير ذلك من الشدائد . وشبهت بالأغلال التي تجمع اليد إلى العنق . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157فالذين آمنوا به ) أي :
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وعزروه ) وقروه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157ونصروه ) على الأعداء (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157واتبعوا النور الذي أنزل معه ) يعني : القرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157أولئك هم المفلحون )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ( 156 )
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 157 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156وَاكْتُبْ لَنَا ) أَوْجِبْ لَنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً ) النِّعْمَةَ وَالْعَافِيَةَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156وَفِي الْآخِرَةِ ) أَيْ : وَفِي الْآخِرَةِ ( حَسَنَةً ) أَيِ الْمَغْفِرَةَ وَالْجَنَّةَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ) أَيْ : تُبْنَا إِلَيْكَ ، ( قَالَ ) اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ) مِنْ خَلْقِي ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) عَمَّتْ كُلَّ شَيْءٍ ، قَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا الْبَرَّ وَالْفَاجِرَ ، وَهِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُتَّقِينَ خَاصَّةً . وَقَالَ
عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ : وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَلَكِنْ لَا تَجِبُ إِلَّا لِلَّذِينِ يَتَّقُونَ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْكَافِرَ يُرْزَقُ ، وَيُدْفَعُ عَنْهُ بِالْمُؤْمِنِينَ لِسِعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَيَعِيشُ فِيهَا ، فَإِذَا صَارَ إِلَى الْآخِرَةِ وَجَبَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً ، كَالْمُسْتَضِيءِ بِنَارِ غَيْرِهِ إِذَا ذَهَبَ صَاحِبُ السِّرَاجِ بِسِرَاجِهِ .
[ ص: 288 ] قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -
وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ : لَمَّا نَزَلَتْ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " قَالَ إِبْلِيسُ : أَنَا مِنْ ذَلِكَ الشَّيْءِ ، فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) فَتَمَنَّاهَا
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، وَقَالُوا : نَحْنُ نَتَّقِي وَنُؤْمِنُ ، وَنُؤْتِي الزَّكَاةَ ، فَجَعَلَهَا اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157nindex.php?page=treesubj&link=28978_30589الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ) الْآيَةَ . قَالَ
نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ الْحِمْيَرِيُّ : لَمَّا اخْتَارَ
مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
لِمُوسَى : أَجْعَلُ لَكُمُ الْأَرْضَ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، تُصَلُّونَ حَيْثُ أَدْرَكَتْكُمُ الصَّلَاةُ إِلَّا عِنْدَ مِرْحَاضٍ أَوْ حَمَّامٍ أَوْ قَبْرٍ ، وَأَجْعَلُ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِكُمْ ، وَأَجْعَلُكُمْ تَقْرَأُونَ التَّوْرَاةَ عَنْ ظَهْرِ قُلُوبِكُمْ ، يَقْرَؤُهَا الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ ، وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ ، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ ، فَقَالَ ذَلِكَ
مُوسَى لِقَوْمِهِ ، فَقَالُوا : لَا نُرِيدُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَّا فِي الْكَنَائِسِ ، وَلَا نَسْتَطِيعُ حَمْلَ السَّكِينَةِ فِي قُلُوبِنَا ، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقْرَأَ التَّوْرَاةَ عَنْ ظُهُورِ قُلُوبِنَا ، وَلَا نُرِيدُ أَنْ نَقْرَأَهَا إِلَّا نَظَرًا ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ " إِلَى قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ، فَجَعَلَهَا اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ . فَقَالَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا رَبِّ اجْعَلْنِي نَبِيَّهُمْ ، فَقَالَ : نَبِيُّهُمْ مِنْهُمْ ، قَالَ : رَبِّ اجْعَلْنِي مِنْهُمْ فَقَالَ : إِنَّكَ لَنْ تُدْرِكَهُمْ ، فَقَالَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا رَبِّ إِنِّي أَتَيْتُكَ بِوَفْدِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ فَجَعَلْتَ وِفَادَتَنَا لِغَيْرِنَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=159وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) الْأَعْرَافُ - 159 ، فَرَضِيَ
مُوسَى .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ) وَهُوَ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا هُوَ نَبِيُّكُمْ كَانَ أُمِّيًّا لَا يَكْتُبُ وَلَا يَقْرَأُ وَلَا يَحْسِبُ . وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814679 " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسِبُ " وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الْأُمِّ ، أَيْ هُوَ عَلَى مَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ . وَقِيلَ هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى أُمَّتِهِ ، أَصْلُهُ أُمَّتِي فَسَقَطَتِ التَّاءُ فِي النِّسْبَةِ كَمَا سَقَطَتْ فِي الْمَكِّيِّ وَالْمَدَنِيِّ وَقِيلَ : هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى أُمِّ الْقُرَى وَهِيَ
مَكَّةُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِي يَجِدُونَهُ ) أَيْ : يَجِدُونَ صِفَتَهُ وَنَعْتَهُ وَنُبُوَّتَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ )
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنَّ
أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيَّ أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا
فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا
هِلَالٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16572عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=814680لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ [ ص: 289 ] عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ nindex.php?page=treesubj&link=30589صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي التَّوْرَاةِ : قَالَ : أَجَلْ ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ ، nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=45يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي ، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلُ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ ، بِأَنْ يَقُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيَفْتَحُ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا " .
تَابَعَهُ
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
هِلَالٍ عَنْ
عَطَاءٍ عَنِ
ابْنِ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي أَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الطَّيْسَفُونِيُّ أَنَا
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التُّرَابِيُّ أَنَا
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بِسْطَامٍ أَنَا
أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ عَنِ
الْأَعْمَشِ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ
كَعْبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814681إِنِّي أُجِدُ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ لَا فَظٌّ وَلَا غَلِيظٌ وَلَا سَخَّابٌ فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ ، أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ وَيُكَبِّرُونَهُ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ ، يَأْتَزِرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ وَيُوَضِّئُونَ أَطْرَافَهُمْ ، صَفُّهُمْ فِي الصَّلَاةِ وَصَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ سَوَاءٌ ، مُنَادِيهِمْ يُنَادِي فِي جَوِّ السَّمَاءِ ، لَهُمْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجَرُهُ بِطَابَةَ وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) أَيْ : بِالْإِيمَانِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ) أَيْ : عَنِ الشِّرْكِ ، وَقِيلَ : الْمَعْرُوفُ : الشَّرِيعَةُ وَالسُّنَّةُ ، وَالْمُنْكَرُ : مَا لَا يُعْرَفُ فِي شَرِيعَةٍ وَلَا سُنَّةٍ . وَقَالَ
عَطَاءٌ : يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ : بِخَلْعِ الْأَنْدَادِ ، وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ : عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَقَطْعِ الْأَرْحَامِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ) يَعْنِي : مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ وَالْوَصِيلَةِ وَالِحَامِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) يَعْنِي : الْمَيْتَةَ ، وَالدَّمَ ، وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ، وَالزِّنَا وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ) قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ " آصَارَهُمْ " بِالْجَمْعِ . وَالْإِصْرُ : كُلُّ مَا يَثْقُلُ عَلَى الْإِنْسَانِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ وَالضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ وَمُجَاهِدٌ : يَعْنِي الْعَهْدَ الثَّقِيلَ كَانَ أُخِذَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْعَمَلِ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ .
[ ص: 290 ]
وَقَالَ
قَتَادَةُ : يَعْنِي التَّشْدِيدَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِمْ فِي الدِّينِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَالْأَغْلَالَ ) يَعْنِي : الْأَثْقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) وَذَلِكَ مِثْلَ : قَتْلِ الْأَنْفُسِ فِي التَّوْبَةِ ، وَقَطْعِ الْأَعْضَاءِ الْخَاطِئَةِ ، وَقَرْضِ النَّجَاسَةِ عَنِ الثَّوْبِ بِالْمِقْرَاضِ ، وَتَعْيِينِ الْقِصَاصِ فِي الْقَتْلِ وَتَحْرِيمِ أَخْذِ الدِّيَةِ ، وَتَرَكِ الْعَمَلِ فِي السَّبْتِ ، وَأَنَّ صَلَاتَهُمْ لَا تَجُوزُ إِلَّا فِي الْكَنَائِسِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الشَّدَائِدِ . وَشُبِّهَتْ بِالْأَغْلَالِ الَّتِي تَجْمَعُ الْيَدَ إِلَى الْعُنُقِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ ) أَيْ :
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَعَزَّرُوهُ ) وَقَّرُوهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَنَصَرُوهُ ) عَلَى الْأَعْدَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ) يَعْنِي : الْقُرْآنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )