[ ص: 144 ]   ( فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين    ( 73 ) ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين    ( 74 ) ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين    ( 75 ) فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين    ( 76 ) قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون    ( 77 ) قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين    ( 78 ) . 
( فكذبوه ) يعني نوحا    ( فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف     ) أي : جعلنا الذين معه في الفلك سكان الأرض خلفاء عن الهالكين . ( وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين    ) أي : آخر أمر الذين أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا . 
( ثم بعثنا من بعده رسلا    ) أي : من بعد نوح  رسلا . ( إلى قومهم فجاءوهم بالبينات    ) بالدلالات الواضحات ، ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل    ) أي : بما كذب به قوم نوح  من قبل ، ( كذلك نطبع    ) أي : نختم ، ( على قلوب المعتدين    ) . 
( ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه     ) يعني : أشراف قومه ، ( بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين    ) . 
( فلما جاءهم    ) يعني : جاء فرعون  وقومه ، ( الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين    ) . 
( قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا    ) تقدير الكلام : أتقولون للحق لما جاءكم سحر ، أسحر هذا ، فحذف السحر الأول اكتفاء بدلالة الكلام عليه . ( ولا يفلح الساحرون    ) . 
( قالوا ) يعني : فرعون  وقومه لموسى ،    ( أجئتنا لتلفتنا    ) لتصرفنا . وقال قتادة    : لتلوينا ، ( عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء    ) الملك والسلطان ، ( في الأرض ) أرض مصر    . وقرأ أبو بكر    : " ويكون " بالياء ، ( وما نحن لكما بمؤمنين    ) بمصدقين . 
				
						
						
