[ ص: 198 ]   ( كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود    ( 95 ) ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين    ( 96 ) إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد    ( 97 ) . ( يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود    ( 98 ) وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود    ( 99 ) ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد    ( 100 ) وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب    ( 101 ) وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد    ( 102 ) إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود    103 ) وما نؤخره إلا لأجل معدود    ( 104 ) يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد    ( 105 ) . 
( كأن لم يغنوا    ) أي : كأن لم يقيموا ولم يكونوا ( فيها ألا بعدا    ) هلاكا ، ( لمدين كما بعدت    ) هلكت ( ثمود ) . 
قوله عز وجل : ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين     ( حجة بينة . 
( إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد    ) بسديد . 
( يقدم قومه    ) يتقدمهم ، ( يوم القيامة فأوردهم    ) فأدخلهم ( النار وبئس الورد المورود    ) أي : بئس المدخل المدخول فيه . 
( وأتبعوا في هذه ) أي : في هذه الدنيا ، ( لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود    ) أي : العون المعان . وقيل : العطاء المعطى ، وذلك أنهم ترادفت عليهم اللعنتان ، لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة . 
  ( ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم    )  عامر ، ( وحصيد ) خراب . وقيل : " منها قائم " بقيت الحيطان وسقطت السقوف " وحصيد " أي : انمحى أثره . وقال مقاتل    : قائم يرى له أثر وحصيد لا يرى له أثر ، وحصيد بمعنى محصود . 
( وما ظلمناهم ) بالعذاب والهلاك ، ( ولكن ظلموا أنفسهم    ) بالكفر والمعصية . ( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك    ) عذاب ربك ، ( وما زادوهم غير تتبيب    ) أي : غير تخسير ، وقيل : تدمير . 
( وكذلك ) وهكذا ، ( أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد    ) أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أنبأنا محمد بن يوسف ،  حدثنا محمد بن اسماعيل ،  حدثنا   [ ص: 199 ] صدقة بن الفضل ،  أنبأنا أبو معاوية ،  أنبأنا يزيد بن أبي بردة ،  عن  أبي موسى الأشعري  رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ، قال : ثم قرأ : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ) الآية   . 
قوله عز وجل : ( إن في ذلك لآية ) لعبرة ( لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس    ) يعني يوم القيامة ( وذلك يوم مشهود    ) أي : يشهده أهل السماء والأرض . 
( وما نؤخره    ) أي : وما نؤخر ذلك اليوم ، فلا نقيم عليكم القيامة [ وقرأ يعقوب  وما يؤخره بالياء ] ( إلا لأجل معدود    ) [ معلوم ] عند الله . 
( يوم يأت    ) قرئ بإثبات الياء وحذفها ( لا تكلم    ) أي : لا تتكلم ( نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد    ) أي : فمنهم من سبقت له الشقاوة ومنهم من سبقت له السعادة . 
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ،  أنبأنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار ،  أنبأنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري  أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري ،  أنبأنا عبد الرزاق ،  أنبأنا معمر ،  عن منصور ،  عن سعيد بن عبيدة ،  عن  أبي عبد الرحمن السلمي ،  عن  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه قال : خرجنا على جنازة ، فبينا نحن بالبقيع  إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده مخصرة ، فجاء فجلس ، ثم نكت بها الأرض ساعة ، ثم قال : " ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مكانها من الجنة أو النار ، إلا وقد كتبت شقية أو سعيدة " ، قال : فقال رجل : أفلا نتكل على كتابنا يا رسول الله وندع العمل ؟ قال : " لا ولكن اعملوا ، فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل الشقاء فييسرون لعمل أهل الشقاء ، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة " ، قال : ثم تلا (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى    ) ( الليل - 10 ) 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					