( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين    ( 101 ) . 
( رب قد آتيتني من الملك     ) يعني : ملك مصر  والملك : اتساع المقدور لمن له السياسة والتدبير . ( وعلمتني من تأويل الأحاديث    ) يعني : تعبير الرؤيا . ( فاطر ) أي : يا فاطر ( فاطر السماوات والأرض ) أي : خالقهما ( أنت وليي    ) أي : معيني ومتولي أمري ( في الدنيا والآخرة توفني مسلما    ) يقول : اقبضني إليك مسلما ( وألحقني بالصالحين ) يريد بآبائي النبيين . 
قال قتادة    : لم يسأل نبي من الأنبياء الموت إلا يوسف    .   [ ص: 282 ] 
وفي القصة : لما جمع الله شمله وأوصل إليه أبويه وأهله اشتاق إلى ربه عز وجل فقال هذه المقالة . 
قال الحسن    : عاش بعد هذا سنين كثيرة . وقال غيره : لما قال هذا القول لم يمض عليه أسبوع حتى توفي . 
واختلفوا في مدة غيبة يوسف  عن أبيه ، فقال الكلبي    : اثنتان وعشرون سنة . 
وقيل : أربعون سنة . 
وقال الحسن    : ألقي يوسف  في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، وغاب عن أبيه ثمانين سنة ، وعاش بعد لقاء يعقوب ثلاثا وعشرين سنة ، ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة   . 
وفي التوراة مات وهو ابن مائة وعشر سنين ، وولد ليوسف  من امرأة العزيز  ثلاثة أولاد : أفرائيم  وميشا  ورحمة  امرأة أيوب  المبتلى عليه السلام . 
وقيل : عاش يوسف  بعد أبيه ستين سنة . وقيل : أكثر . واختلفت الأقاويل فيه . 
وتوفي وهو ابن مائة وعشرين سنة ، فدفنوه في النيل في صندوق من رخام ، وذلك أنه لما مات تشاح الناس فيه فطلب أهل كل محلة أن يدفن في محلتهم رجاء بركته ، حتى هموا بالقتال ، فرأوا أن يدفنوه في النيل حيث يتفرق الماء بمصر  ليجري الماء عليه وتصل بركته إلى جميعهم . 
وقال عكرمة    : دفن في الجانب الأيمن من النيل ، فأخصب ذلك الجانب وأجدب الجانب الآخر ، [ فنقل إلى الجانب الأيسر فأخصب ذلك الجانب وأجدب الجانب الآخر ] ، فدفنوه في وسطه وقدروا ذلك بسلسلة فأخصب الجانبان جميعا إلى أن أخرجه موسى  فدفنه بقرب آبائه بالشام    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					