[ ص: 358 ]   ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء     ( 40 ) ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب    ( 41 ) ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار    ( 42 ) . 
( رب اجعلني مقيم الصلاة    ) يعني : ممن يقيم الصلاة بأركانها ويحافظ عليها ( ومن ذريتي ) يعني : اجعل من ذريتي من يقيمون الصلاة . 
( ربنا وتقبل دعاء    ) أي : عملي وعبادتي ، سمى العبادة دعاء ، وجاء في الحديث : " الدعاء مخ العبادة   " . 
وقيل : معناه : استجب دعائي . 
( ربنا اغفر لي ولوالدي    ) فإن قيل : كيف استغفر لوالديه وهما غير مؤمنين ؟ قيل : قد قيل إن أمه أسلمت . 
وقيل : أراد إن أسلما وتابا . 
وقيل : قال ذلك قبل أن يتبين له أمر أبيه ، وقد بين الله تعالى عذر خليله صلى الله عليه وسلم في استغفاره لأبيه في سورة التوبة . 
( وللمؤمنين ) أي : اغفر للمؤمنين كلهم ( يوم يقوم الحساب    ) أي : يبدو ويظهر . وقيل : أراد يوم يقوم الناس للحساب ، فاكتفى بذكر الحساب لكونه مفهوما . 
قوله عز وجل : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون    )  الغفلة معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور ، والآية لتسلية المظلوم وتهديد للظالم .   [ ص: 359 ] 
( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار    ) أي : لا تغمض من هول ما ترى في ذلك اليوم ، وقيل : ترتفع وتزول عن أماكنها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					